ضمير الكاتب هو جزء من حياته العاطفية، والكاتب الإنسان مطالب بأن يكون ضميره في مستوى إنسانيته، وأن يحافظ على هذا الضمير نقياً وناصعاً وبعيداً عن النفاق والتزلف مهما كانت الظروف والأحداث!! والضمير الحي هو ضمير كل إنسان يؤمن بالحياة الكريمة والمساواة والعدالة، ضمير كل إنسان يناضل من أجل الحياة الكريمة والمبادئ الإنسانية الرفيعة. وهو ذلك الجزء من الإنسان الذي لا ينام حتى ينتصر للحق والعدل وحرية الفكر والرأي. وضمير الكاتب يحتم عليه أن يعيش ليس من أجل نفسه فقط، بل من أجل أن يكون العالم أجمل، وأن يكافح من أجل ذلك بقلمه وعقله، وبقلبه ووجدانه. والكاتب هو قارئ أيضاً لما يكتب الآخرون، ولذلك فهو مطالب أن يفهم ويستوعب ما يدور حوله من أحداث أو أفكار، جيدة أو سيئة... وفي عالم اليوم وفي ظل ثورة الاتصالات الحديثة التي جعلت العلاقة بين الكاتب والقارئ علاقة تفاعلية تسير في اتجاهين، وليس في اتجاه واحد، فإن ذلك يؤدي إلى مزيد من الفهم والتفاعل الإيجابي بين الكاتب والقارئ. إن ضمير الكاتب يجب أن ينتصر للمواطن عندما يقع ظلم وإجحاف على ذلك المواطن من أي قطاع من القطاعات، سواء كان قطاعاً خاصاً أو عاماً. فعندما يقوم مسؤول بظلم مواطن بشكل واضح أو التعدي على حقوقه، فإن من مسؤولية الكاتب، ومن منطلق خدمته لوطنه وإرضاء لضميره أن يقف إلى جانب ذلك المواطن ويدافع عن حقوقه. ويعتقد بعض الناس أن الكاتب هو موظف عند المؤسسة التي يعمل بها أو الصحيفة التي يكتب فيها، وهذا خطأ، لأن الكاتب هو ضمير كل مواطن، وهو المعبر عن آمال بلاده ومواطنيه. وكثيراً ما تقع الأخطاء، سواء كانت طبية أو اجتماعية أو قانونية أو تعليمية، ويكون المواطن هو الحلقة الأضعف، مما يؤدي إلى ضياع حقوقه، في خضم الروتين والبيروقراطية والتسويف. ولا شك أن الأمثلة متعددة على ما يتعرض له بعض المواطنين من ظلم وتقصير، وكل هذا يحتاج إلى كتّاب رأي لا يتملقون ولا ينافقون، لأن هدفهم هو مصلحة الوطن والمواطن.. وهو ما نتمنى أن يتحقق من أجل بلادنا الحبيبة ومن أجل مصلحة الوطن والمواطن.
مشاركة :