زين ربيع شحاتة يكتب: مصر عنق الحزام والطريق الصينية

  • 4/29/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على مدار عدة أيام تصدرت أخبار قمة "الحزام و الطريق" بالعاصمة الصينية بكين نشرات الأخبار فى مصر و العالم، فهذا الحدث التنموى الإقتصادى يحمل فى طياته تغيرات سياسية كبرى على الصعيد الإقليمي والدولى فالمشروع الذى أعلن عنه "جين تاو " الرئيس الصينى السابق فى عام 2007م، سيكون طوق الصين حول عنق العالم، فالهدف من المشروع كما يرى "جين تاو" تجديد لشباب طريق الحرير التجارى فى القرن التاسع عشر ومن ثم تجديد لشباب الأمة الصينية، فالطريق الذى ينقل التجارة من شمال الصين إلى ميناء "جوادر" الباكستانى بالقرب من مضيق "هرمز" ومنه إلى أوروبا عن طريق البحر الأحمر وقناة السويس سيمنح للصين قوة اقتصادية تضاف إلى قوتها العسكرية.وبالنظر إلى هذا المسار سياسيًا نجد أن الصين تبسط طرقها فوق تضاريس عدة دول منها باكستان بالقرب من شواطئ دول الخليج العربى التى تباينت نظرة كل دولة عن الأخرى تجاه هذا الطموح الصينى، فباكستان تعتبر هذا الطريق استثمار يتوج العلاقات المتميزة بينها وبين الصين ويمنحها التفوق السياسي فى مواجهة جارتها الهند التى ترى فى هذا الطريق تهديدًا لموانيها القريبة وبخاصة ميناء "تشابهار" بالإضافة إلى وجود الصين كطرف ثالث فى معادلة الصراع بينها وبين باكستان، بينما تنظر دول الخليج إلى هذا الطريق البرى الذى ينتهى بالميناء الباكستانى على أنه فرصة يجب التكيف معها والبحث عن وسائل للاستفادة منها إعتمادًا على البنية التحتية الحديثة التى تتمتع بها المدن الخليجية وفى مقدمتها دبى.وبالعودة إلى مصر نجد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كشف عن جاهزية مصر سياسيًا واقتصاديًا لإستقبال هذا الممر التجارى الضخم على مسرحها الجغرافى وموقعها الإستراتيجي الفريد فمصر عنق المشروع الصينى كما كانت فى الماضى عنق للإمبراطورية البريطانية، ولعل هذا المشروع الذى تصدر الرئيس فعالياته وحظى محل إقامته بالعديد من الزيارات واللقاءات التى جمعت الرئيس مع العديد من القيادات الفاعلة على مسرح السياسة الدولية دليل على أن مصر عادت إلى موقعها الجغرافى والسياسي كمركز دائرة ومركز قوة وتأثير.وبدراسة المشروع الصينى نجد أنه يعتمد فى المقام الأول على البنية التحتية للدول التى سيمر بها وسنجد فى ذلك إجابة على جدوى وأهمية المشروعات القومية التى تشهدها مصر منذ عدة سنوات وفى مقدمتها قناة السويس الجديدة ومشروعات تطوير محور قناة السويس، ومدينة العلمين الجديدة، وغيرها من المشروعات وسيجد الباحث والدارس أو القارئ لمشروع "الحزام والطريق " أن الظروف السياسية للدول التى سيعبرها الطريق الصينى عامل مؤثر وهام فى جودة المشروع والضامن لإستمراريته لذلك سنرى الصين أجل أم عاجل مزاحمة للولايات المتحدة الأمريكية فى العديد من الصراعات وبخاصة قضايا الشرق الأوسط، ويمكن ملاحظة ذلك من تصريحات قيادات دول غرب أوربا التى ترى فيه تهديدًا لنفوذها واقتصادها بإستثناء فرنسا التى تتابع المشروع بحيادية، وسيجد أن مصر ستكون هى الفاعل المسيطر على هذا الطريق بفضل حزمة الإصلاحات الإقتصادية التى مهدت الطريق لإستقبال كل إستثمار يحتاجه مشروع "الحزام والطريق" الصينى الذى سيغير من خريطة العالم سياسيًا وإقتصاديًا .

مشاركة :