خطيب جامع الخالد بالمنامة: الصيام من أقوى الأسباب لتقوية التقوى في القلوب.. وكف الجوارح عن المحرمات

  • 5/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث خطيب جامع الخالد بالمنامة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي في خطبة الجمعة من جديد عن فضائل شهر رمضان، فقال: ها هو رمضان قادم بالخير والبركات وها هي أيامه قادمة علينا وعلى الأمة الإسلامية والعالم أجمع بأن تدعو الله باستقباله بالدعاء في الشهر الكريم والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.. نعم أيها الإخوة فعليكم بالدعاء نصرةً لإخوانكم المرابطين على أرض الحرمين الشريفين وفي فلسطين وفي سوريا والعراق واليمن، فأكثروا بالدعاء لعل الله أن يستجيب للأمة الإسلامية العربية النصر والتثبيت على أعدائها المتربصين من الأجندات الفارسية الخبيثة الذين يريدون خرق السفينة ان أهل الشر في كل زمان ومكان يريدون النيل والاعتداء وبث شرورهم على الأمة الإسلامية العربية وصدق المولى عز وجل: «كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (المائده:64). نعم أيها الإخوة انه مخطط خطير تشنه الأجندات الفارسية وأحزابها الشيطانية من الحوثيين واللات لمشروعهم الصفوي الفارسي، نعم لما بان له العجز الكبير على المواجهة المباشرة ودك حصون الحوثيين في اليمن بقيادة التحالف العربي الإسلامي السعودي باتت جميع المخططات بالفشل الضريع وقطع الطريق على الأعداء المتربصين، اللهم اكفنا شر الأشرار واحفظ بلاد الحرمين من مكر الماكرين وسائر بلاد المسلمين. إن للصيام في رمضان مدرسة وتدريبا للنفس والتقوى على الطاعة، فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن صيام رمضان فرصة لتطهير النفوس من قيد المطامع الشخصية، وتحررها من أَسْر الأغراض المادية، والترقِّي بها في طموحاتٍ أرحب وأعلى، فالنفوس في رمضان عن الشهوات تترفع، وعن الملذات تتسامى، وعن كل غرض دنيوي تتعالى، وهذه من أفضل ثمرات التقوى. فهل وعى المسلمون قيمة هذا الشهر الفضيل، وعلموا أنه شهر التقوى والعمل الصالح الجليل؟ هل تأثر الناس بالصيام والقيام وتلاوة القرآن؟ هل تأثروا بالبر والإحسان وإفطار الصائمين؟ هل تطهرت القلوب من صدأ الران والذنوب وأصبحت مليئة بالإيمان؟ إن رمضان شهر يتحصل الناس فيه على التقوى، فالتقوى هي خير زاد؛ «وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى» (طه: 132)، فمن لم يتزود فيه من التقوى، فلا زاد له عند لقاء الله تعالى «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183)، فهل وجدنا أثر التقوى مع هذا الشهر الكريم؟ إن صيام رمضان له ثمرات كثيرة، وآثار عظيمة جليلة، ومنها أيها الإخوة ان الصيام من أقوى الأسباب لتقوية عامل التقوى في القلوب، وكفِّ الجوارح عن المحرَّمات، يؤكد هذا قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183)، فالصيام قد شرع لتحصيل التقوى وهي كلمة جامعة لكل خصال الخير، ومؤداها أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، فمن لم يجد أثر التقوى، فليراجع نفسه. وأن الصيام يعوّد المسلم على الصبر والتحمل والجلد لأنه يحمله على ترك المعاصي والشهوات ومعلوم أن كبح جماح النفس فيه مشقة عظيمة، ولهذا كان الصوم من أقوى العوامل على تحصيل أنواع الصبر الثلاثة، وهي صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله وصبر على أقدار الله، ومتى اجتمعت أدخلت العبد الجنة بإذن الله قال سبحانه وتعالى -: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر: 10)، ويساعد المسلم على التغلُّب على نفسه الأمَّارة بالسوء فهي دائمًا تدعوه الى انتهاك المحرَّمات، والإقبال على الشهوات، لكن الصوم يفوت عليها الفرصة إذ يكسر حدة الشهوة، فيضعف سلطانها، فهل وعى ضعفاء النفوس والصيام يضعف مجاري الشيطان، وبالتالي يضعف تسلطه على المسلم، ويبحث عن مركب سهل يحقق من خلاله أهدافه ومآربه، ومتى أطلق المسلم لشهواته العنان، تمكن الشيطان منه وأخذ بيده لما يريد به من الضلال والحرمان من الخير. اللهم أيد بالحق مليكنا ورئيس وزرائه وولي عهده الأمين اللهم أعزهم بالإسلام، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين، اللهم اجعلهم صالحين مصلحين هادين مهتدين يأرب العالمين. اللهم عليك بأعداء الدين أينما وجدوا وحيثما حلوا، اللهم عليك بهم عاجلا غير آجل، اللهم اجعل الدائرة عليهم، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم من على المسلمين بصلاح قادتهم وعلمائهم وشبابهم ونسائهم يا رب العالمين «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (البقرة: 201). اللهم ول علينا خيارنا وارزق ولاة أمرنا البطانة الصالحه التي تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر يا رب العالمين.

مشاركة :