الإنتاجية الأعلى تتطلب أن تعمل بطريقة ذكية، أكثر مما تعمل بطريقة طويلة، فعدد ساعات العمل المعتادة 40 ساعة أسبوعياً، لكن زيادة هذه الساعات لكسب المزيد من الإنتاجية، له مدلولات اقتصادية، البعض يوفق لزيادة الإنتاجية، والبعض يخفق، ولكن بالتأكيد، هناك ارتباط غير مباشر بين زيادة ساعات العمل وبين ارتفاع مستوى الإنتاجية. في تقرير أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ونشرته مجلة فوربس، هناك الكثير من الدول على مستوى العالم يعمل فيها الموظفون لأكثر من 50 ساعة أسبوعياً، وعلى رأس القائمة تركيا حيث أظهرت إحصائية المنظمة أن 43% من الموظفين الأتراك، يعملون لأكثر من خمسين ساعة أسبوعياً، وبالفعل، يصل متوسط ساعات عمل المواطنين في تركيا إلى 1855 ساعة سنوياً، مقارنةً بالمتوسط الذي حددته المنظمة الدولية بمقدار 1765 ساعة، وجاء في المركز الثاني المواطنون في المكسيك، حيث أظهر التقرير أن 28% منهم يعملون لأكثر من خمسين ساعة في الأسبوع، يليهم الموظفون في كوريا الجنوبية بنسبة 27%، وفي الولايات المتحدة، فإن 11.4% فقط من الموظفين الأمريكيين يعملون لأكثر من خمسين ساعة أسبوعياً. تركيا، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، هي اليوم، أكبر اقتصاديات العالم بعد الثمانية الكبار، ومهما تحدثنا عن الأعمال الذكية، والإلكترونية، تظل مؤشرات العمل لساعات طويلة دليلاً على همة عالية، ورغبة في التنافس، ومحركاً داخلياً لتقديم الأفضل. العمل لساعات طويلة، يتعلق بالقطاع الخاص، ومحاولات وزارة العمل السعودية، الضغط على هذا القطاع لتقليص ساعات العمل، في محاولة لزيادة نسبة التوطين، يجب أن تتم بحذر، وتروٍّ، حتى لايأتي التقليص، بآثار جانبية تبعد اقتصادنا الوطني عن التنافس الدولي. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول المؤلف والمتحدث الأمريكي الدكتور ستيف مارابولي: الهدف من الحذر هو رفع إحساسك بالخطر، وليس منعك من الحركة.