ما إن يقترب موعد إحدى الإجازات إلا وتجد العديد من العوائل قد هيأت نفسها للسفر، وفي ظل الاضطرابات السياسية الموجودة في العديد من الدول المحيطة بنا والتي كانت في السابق مقصداً رئيسياً لتلك العوائل فقد أصبحت معظم تلك العوائل تتجه اليوم إما إلى دبي أو البحرين باعتبارهما من الوجهات المفضلة لقضاء الإجازات فيها. تشير العديد من الإحصاءات بأن هناك أعداداً كبيرة تنطلق بإتجاه هاتين الوجهتين فور بداية أي إجازة فتجد بأن المنافذ بين السعودية والبحرين والإمارات تشهد زحاماً شديداً لتوجه العديد من العوائل لقضاء إجازاتهم هناك بل إن الأسواق في تلك الدول تشهد زحاماً واضحاً من قبل السعوديين ..والسؤال الذي يتكرر عادة في مثل هذه المناسبات إلى متى ستواصل العوائل السعودية التوجه إلى تلك الأماكن في كل إجازة ؟ ما الموجود في تلك الأماكن ولايوجد لدينا ؟ هل هو المناخ ؟ كلا فهو متشابه بل إن لدينا مرتفعات عسير والسودة ومافيها من طقس بارد وأمطار تكاد تكون طوال العام ؟ هل هي الأسواق التجارية ؟ كلا ففي الرياض وجدة أسواق تجارية تضاهي ماهو موجود في تلك الأماكن ؟ هل هي الطرق والخدمات ؟ كلا فالطرق الموجودة لدينا لاتختلف في معظمها عن ماهو موجود هناك بل قد يكون بعضها أفضل . هل هي الأسعار ؟ كلا فالجميع يؤكد بأن الأسعار في المملكة الأقل وأن تلك المناطق ذات أسعار مرتفعة . هل هي السينما ؟ كلا فمعظم منازل تلك العوائل أصبح لديها سينما منزلية يمكنها أن تشاهد ماتريد من أفلام . هل هو سقف الحرية ؟ كلا فمعظم العوائل التي نجدها هناك تظهر عليها سمات المحافظة سواء في الحجاب أو غيرها من الأمور .. إذاً ماهو السبب في هذه النفرة الجماعية من العديد من العوائل إلى تلك الوجهات في الإجازات ؟ أعتقد أن السر مرتبط في كلمة واحدة هي ( الجودة ) فجودة ما يتم تقديمه من خدمات ترفيهية وسياحية ساهم في أن تقوم العائلة السعودية بتكبد عناء السفر وارتفاع الأسعار مقابل أنها واثقة بأنها ستجد خدمات مميزة في انتظارها ابتداء من وصولها لأرض المطار ومروراً بالخدمات الفندقية وانتهاءً بالمرافق والبرامج السياحية، وفي الوقت الذي نجعل الجودة هي محور الخدمات التي نقدمها سنجد بأن الوضع لدينا سيختلف بإذن الله . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :