تعد الطاقة بمختلف أشكالها من أهم الوسائل الأساسية التي تعتمد عليها الحياة بشكل عام والكثير من الصناعات المختلفة بشكل خاص ، وقد حاول الإنسان على مر العصور الاستفادة من كل أشكال الطاقة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية والتي تعد من أهم مصادر الطاقة الطبيعية في منطقتنا ،فهي بسيطة وغير معقدة مقارنة بغيرها من المصادر الأخرى كما إنها طاقة نظيفة لاتلوث الجو ويمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية أوطاقة حرارية وذلك من خلال العديد من الوسائل المختلفة ولعل كثيراً منا تمكن من خلال تركيز أشعة الشمس على عدسة مكبرة من إشعال النار . في وطننا نجد بأن أكبر مصدر للطاقة هو النفط ، وهناك تصاعد للاستهلاك اليومي للنفط محلياً حتى وصل إلى 4,2 مليون برميل ومن المتوقع أن يصل هذا الاستهلاك إلى 8 ملايين برميل في عام 2030م وذلك في ظل النمو السكاني والتطور الصناعي إضافة إلى إرتفاع معدل إستهلاك الطاقة في المملكة والذي يزيد عن معدل الناتج المحلي الإجمالي ، وعلى الرغم من قيام المركز الوطني لكفاءة الطاقة بجهود ملموسة في السنوات الأخيرة للتوعية بأهمية المحافظة على الطاقة إلا أن هناك العديد من التحديات التي لازالت تواجه المركز وفي مقدمتها انخفاض أسعار الطاقة في المملكة مما يزيد من الاستهلاك ، وعدم وجود توعية كافية لدى المستهلك بكفاءة الطاقة وتدني أو غياب بعض المواصفات القياسية لكفاءة الطاقة في بعض الأجهزة وضعف إلزامية تطبيقها إضافة إلى ضعف التكامل بين الأجهزة الحكومية لضمان نجاح جهود المركز وتحقيق أهدافه . نشرت صحيفة الاقتصادية يوم الجمعة الماضي تقريراً يفيد بأن لدى المملكة العربية السعودية أحد أعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم بل إنها أحد أكبر سوق محتملة للطاقة الشمسية في العالم وتؤكد بيانات الأشعة الشمسية لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية ( ناسا ) أن أجزاء من المملكة العربية السعودية تأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد صحراء شيلي ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ينصب الاعتماد على النفط فقط ولايستفاد من هذا الكنز في توليد الطاقة وخصوصا وأن هناك العديد من الدول حول العالم تعتمد على الطاقة التي تنتج من خلال الشمس ومنها ألمانيا التي تستخدم 25% من استهلاكها السنوي من الكهرباء من أشعة الشمس . نعم هناك العديد من المبادرات المختلفة من قبل العديد من الجهات الحكومية للاستفادة من الطاقة الشمسية كطاقة بديلة ولكنها لازالت متفرقة وغير واضحة المعالم ولابد لها أن تكون في إطار موحد يساهم في وضع أنظمة وقوانين تتماشى مع الأنظمة الهادفة للمحافظة على كفاءة الطاقة . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :