قبل فترة زمنية كنا نسمع عن المهرجانات السينمائية في المملكة ، كما إننا سمعنا عن حصول بعض الأفلام السعودية القصيرة على جوائز دولية ، وهناك العديد من السينمائيين السعوديين الذين برزوا مؤخراً في الساحة وكان لهم حضورمميزمن خلال أفلامهم السينمائية إذ حققوا خلال العشر سنوات الماضية مايزيد عن 60 جائزة في مهرجانات عربية وعالمية، وقد وصل عدد الأفلام السعودية التي أنتجت خلال تلك الفترة -كما يذكر أحد المختصين - قرابة 200 فيلم إلا أنه لم يعرض أي منها داخل المملكة ، كل ذلك ولايوجد أي دار سينما حتى الآن في السعودية إضافة إلى عدم وجود أي جهة حكومية يمكنها أن تصدر تصريحاً بإنشاء دار سينما إذ تم إيقاف هذا النشاط منذ أكثر من 35 عاماً ولم يتم إعادته الى الآن . السينما لكثير من السعوديين هي وسيلة ترفيه تجتمع فيها العائلة للذهاب لمشاهدة فيلم ما وهو نشاط أساسي للعائلة عند السفر وقد كشف استبيان نشرت نتائجه إحدى الصحف الإلكترونية أن 90% من المجتمع السعودي بمختلف فئاتهم العمرية يوافق على تأسيس دور سينمائية تعرض أفلاماً مختلفة تناقش قضايانا الواقعية وتناسب عاداتنا وقيمنا ولاتتعارض مع ضوابط الشريعة الإسلامية . من غير الواضح حتى الآن الأسباب الجوهرية التي تمنع فتح دور للسينما خصوصاً إذا تم وضع ضوابط واضحة لها ، فما يعرض في تلك الدور سيكون تحت إشراف ومتابعة جهات رقابية وهو بطبيعة الحال سيكون أفضل مما يعرض اليوم في بعض القنوات الفضائية المفتوحة والتي يحتوي كثير منها على مشاهد لاتتفق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا. من جانب آخر فإن وجود مثل هذه الدور سيساهم في إيجاد محضن للشباب يقضون فيه وقتاً ممتعاً بل قد يكون مفيداً بدلاً من التسكع في الطرقات أو الانشغال بقضايا أخرى مشبوهة إضافة إلى أن المردود الاقتصادي لمثل هذه الدور سيساهم في توفير فرص عمل وفتح مشاريع استثمارية جديدة . نحن نشتكي اليوم من فراغ الشباب ومايؤدي اليه هذا الفرغ من مشاكل كبيرة خصوصاً على الصعيد الأمني ونسعى إلى البحث لهم عن وسائل تساهم في تثقيفهم وتوعيتهم وأعتقد أن دور السينما هي إحدى تلك الوسائل التي يمكن أن تساهم في قضاء الشباب وقتاً ممتعاً بضوابط وشروط تتفق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ،فمتى سنشاهد السينما ؟. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :