متى تؤنث المشاغل النسائية؟! | إبراهيم محمد باداود

  • 6/17/2015
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت مقاطع الفيديو التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي هي محرك الحياة اليومية، وأصبحنا نتفاعل مع العديد من القضايا بموجب انتشار تلك المقاطع التي كثيرًا ما تجعلنا نسارع بتشكيل اللجان للتحقيق في مضمونها والعمل على تحسين وتطوير الإجراءات والأنظمة والقوانين والتعامل مع المخالفات وفقًا لما تتضمنه تلك المقاطع من مشاهد كنا نرى بعضها أمام أعيننا ولم نتحرك بشأنها، غير أن انتشارها وتعليقات أفراد المجتمع عليها جعلنا نتحرّك ونسعى للقيام بخطوة تجاهها. مقطع الفيديو الذي انتشر هذا الأسبوع ويتضمن قيام أحد العاملين الآسيويين في أحد المشاغل النسائية وهو يقوم بأخذ مقاس لفتاة بصحبة والدتها هو المقطع الذي أثار جدلاً واسعًا مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، علمًا بأن أنظمة فتح تلك المشاغل تمنع دخول النساء لداخل المشغل ويكتفى بالتعامل مع العامل في المشغل من خلال نافذة خارجية يتم تقديم المقاس من خلالها للتفصيل بموجبه. بغض النظر عن حقيقة المقطع والجدل الذي دار بشأنه في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن قضية مشاغل الخياطة النسائية وإدارتها من خلال الرجال هي قضية قديمة وهامة لم تُحسم حتى الآن، كما حُسمت محلات بيع المستلزمات النسائية، فمشاغل الخياطة النسائية تعتمد وبشكل كبيرعلى العمالة الوافدة، كما أنها محضن للعديد من حالات التستر، وهي في نفس الوقت مجال خصب لتمكين الفتاة السعودية من العمل فيه، ومثلما رفع الحرج من كثير من النساء اللاتي كن يقمن بشراء ملابسهن الداخلية من الرجال، وتعيين سيدات يقمن بالبيع لسيدات مثلهن، فلابد من القيام بخطوات مماثلة بالنسبة للمشاغل النسائية والتي تعاني فيها كثير من النساء معاناة كبيرة مع تلك العمالة الوافدة المسيطرة على هذا القطاع. ولئن تمكنت السيدات من العمل كبائعات وإدارة العديد من المراكز المتخصصة في بيع المستلزمات النسائية، فلن يعجزن عن العمل في مجال خياطة الملابس، وهو المجال الأقرب إليهن وإلى طبيعتهن، فكثير منهن لديه خبرة واسعة في مجال تقنيات الخياطة والطباعة والأنسجة والتطريز والشرائط وغيرها من الجوانب المرتبطة بهذا المجال، كما أن هناك الآلاف من الفتيات يتخرجن سنويًّا من العديد من المعاهد التدريبية في مجال الخياطة، ويمكن أن يتم تأهيلهن وتوفير فرص عمل لهن في هذا النشاط. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :