إلى متى نكرر المطالبات ؟ | إبراهيم محمد باداود

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 38
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعرف سبباً لتكرار العديد من الدراسات والأبحاث التي يسعى البعض للقيام بها بشأن قضايا قديمة أشبعت بحثاً ودراسةً ونقاشاً وقدمت بشأنها العشرات من الدراسات ونظمت من أجلها العديد من ورش العمل وشُكِّل لها الكثير من اللجان وفي ختام ذلك كله طرحت العديد من التوصيات أو حتى القرارات والتي وللأسف كان مصير كثير منها الحفظ . أحياناً أشعر بأننا نخدع أنفسنا ونحن نناقش قضية ما أو نطلب إجراء دراسة أو بحث لموضوع ما ظناً منا بأنه قد تكون هناك نتائج مختلفة عما سبق أن تم القيام به، وذلك على الرغم إنه لم يتغير شيء في عناصر القضية فالموضوع هو نفسه ، والأنظمة والقوانين هي نفسها ، والأشخاص العاملون هم أنفسهم ، وقد يكون التغيير فقط محصوراً في رأس الهرم ، ومع ذلك فإننا نحرص على إجراء دراسة جديدة لمعرفة الأسباب المؤدية لتلك القضية والتي لو سألت عنها أي موظف في المنظومة لقدم لك ملخص تلك الدراسة في كلمات معدودة . إننا نضيع كثيراً من الأوقات في تكرار ما سبق أن قمنا به في كثير من شؤون حياتنا، فنحن نكرر الشكاوى عاماً بعد عام دون أن نخطو خطوة للأمام من أجل إيجاد حلول لتلك الشكاوى وتنفيذها ، ونكرر رفع الكثير من المطالبات للعديد من الجهات عاماً بعد عام دون أن نسعى لمتابعة تلك المطالبات متابعة حثيثة وجادة تنتهي بتحقيق تلك المطالبات المختلفة ، بل إننا نكرر ومنذ عشرات السنين طرح قضايانا الإجتماعية عاماً بعد عام في أشكال ترفيهية وقوالب درامية على الشاشات الفضائية ومع ذلك لازالت تلك القضايا تراوح مكانها وكأن شيئاً لم يكن بل إن أحدهم أفاد بأن بعض خطابات المطالبات المراد إرسالها اليوم لبعض الجهات لا داعي لكتابتها من جديد فيكفي العودة لبعض الخطابات القديمة وتحديث تواريخها فقط . نحن نكرر الأمور كثيراً ولو عدنا إلى الأرشيف لوجدنا العديد من القضايا التي مر عليها عشرات السنين وأشبعت نقاشاً وجدلاً لاتزال تتكرر حتى اليوم ولو تأملنا في مايطرح من قضايا اليوم لوجدنا أنها هي نفسها القضايا القديمة والتي لم يتم حسمها حتى الآن وإن ظهرت بشكل مختلف ، ولذلك علينا أن نتوقف فوراً عن مثل هذا التكرار وأن نتحول إلى البحث عن الحلول المناسبة وتطبيقها فوراً وإلا سنبقى في دائرة التكرار لعدة سنوات دون أن يكون هناك أي تغيير . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :