قبل حوالى 4 سنوات، وفي ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001م الشهيرة، كتبتُ مقالاً بعنوان (حقيقة 11 سبتمبر)، استعرضتُ خلاله بعض الكتب التي صدرت بهذا الشأن، وشكَّكتُ في أسباب وأهداف ذلك الحادث، والجهات المسؤولة عنه، ومن تلك الكتب كتاب (شبهات حول 11/9.. أسئلة ملفَّقة حول إدارة بوش وأحداث 11/9)، من تأليف (دايفيد راي غريفين)، وخلاصة ما ورد في الكتاب أنَّه يُقدِّم العديد من البراهين، والشواهد التي تُعتبر ضد الرواية الرسميَّة، مشيرًا في خاتمة الكتاب إلى أنَّه (هل يمكن اعتبار تواطؤ المسؤولين الأمريكيين التفسير الأمثل لهجمات 11/9؟)، وحتى اليوم فإنَّ القصة المعلنة عن تفاصيل ذلك الحادث لم تقنع الكثير، فهناك العديد والعديد من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها للآن. البعض كان يستخدم هذا الحادث، وأسماء الأفراد الذين أتهموا بالقيام به كذريعة؛ ليدلل على دور المملكة العربيَّة السعوديَّة في رعاية الإرهاب، مردِّدين بشأن وجود 28 صفحة سريَّة من تحقيقات الحادث تشير إلى ضلوع المملكة في الحادث، وبقي هذا الجدال قرابة 14 عامًا. وفي الأسبوع الماضي نُشرت تلك الصفحات الـ28، وأكَّد البيت الأبيض براءة المملكة ممَّا أُلصق بها من اتِّهامات، معتبرًا أنَّ تلك الصفحات دليل على عدم وجود أيِّ صلة للمملكة بتلك الأحداث؛ ممَّا ساهم في لجم تلك الأصوات، ووقف تلك الاتِّهامات. كتاب (الخدعة الرهيبة) للكاتب الفرنسي تييري ميسان، والذي يُعدُّ أحد أكثر الكتب مبيعًا في العالم، كان من الكتب التي أكَّدت وجود شكوك حول رواية البيت الأبيض في الحادثة، وتبع ذلك العديد من الحوارات، والأفلام، واستطلاعات الرأي، والتي أكَّدت -في مجملها- وجود شكوك كبيرة حول الروايات الرسميَّة، والتي تمَّ نشرها بعد الحادث. ومع ذلك لم يتمكَّن أحد -حتَّى الآن- من نشر الحقيقة كاملة. رفعت السريَّة عن 28 صفحة من ذلك التقرير، وكم أتمنَّى أنْ تُرفع السريَّة عن التقرير كاملاً، فلا أحد -حتَّى هذه اللحظة- يعرفُ حقيقة ما وقع فعلاً، وكيف تمَّت تلك الأحداث، والتي كانت أشبه ما تكون بفيلم سينمائي، ساهم في إشعال نار الحروب في العديد من دول العالم، وراح ضحيّته الملايين من الأبرياء حول العالم، وأدَّى إلى حدوث العديد من التغييرات على مدار الـ15 عامًا الماضية، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، والتي هي محط أنظار العديد من الدول التي تسعى لجعل هذه المنطقة منطقة نزاع واضطراب وفتن. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :