ردا على هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، التي قالت في مؤتمر صحفي في عام 2000، إن بوتين يفتقر إلى الروح والقلب، قال بوتين "إن رجل الدولة يجب أن يملك، على الأقل، الرأس".في عام 2007، كشف بوتين عن "أخطر مشكلة" تواجهه، موضحا: "بعد وفاة مهاتما غاندي، لا يوجد في العالم مَن يمكن التحدث له".إن حل الاتحاد السوفيتي "كارثة جيوسياسية كبرى" في القرن العشرين. وفي عام 2010، قال بوتين "من لا يأسف على تفكك الاتحاد السوفيتي فهو بلا قلب، أما مَن يريد استنهاضه بشكله السابق فهو بلا رأس".يُحاكم برلوسكوني على معاشرته النساء. ولو كان شاذًا لما وجه أحد أصابع الاتهام له".تعقيبا على إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تفرُّد الأمة الأمريكية، قال بوتين في عام 2013: "علينا ألا ننسى أن ربّنا خلقنا سواسية علينا ألا ننسى أن فكرة التفوق والتفرد العرقي أدت إلى اندلاع الحرب الأكثر دموية".محاولات إنشاء عالم أحادي القطب والتعامل بمنطق تحالفات القوة يقوضان الاستقرار العالمي.الحياة شيء بسيط وقاس===تسلَّم بوتين سدة الرئاسة للمرة الأولى في عام 2000. واستمرت ولايته الأولى التي تضمنت فترتي رئاسة متتاليتين، حتى عام 2008. وبدأت ولايته الجديدة عام 2012, و يقولون انه قد يعاد انتخابه لشعبيته. و رغم ما قد تقرأه في الاعلام الغربي انتقادا لسياسته تأثرا بالمصالح الغربية فإن تصويت قراء مجلة "تايمز" وضع بوتين في صدارة ترتيب رجال العالم الأكثر نفوذا، الذين ساهموا في تغيير العالم نحو الأفضل في عام 2014إذن فلو اردنا فهم شخصية بوتين بعيدا عن الدعاية الغربية و الروسيةو عن تصوراتنا السياسية الحالية المتأثرة بالوضع الحالي, سأحاول ان اقرأ صوره و أتخيل ما وراء تصريحاته المنقولة.....كان لدى والده ستة أشقاء، خمسة منهم قضوا في الحرب، كذلك قتل أقارب والدته في الحرب. ومع ذلك، يؤكد بوتين بأنه لم يكن لدى والديه شعور بالكراهية تجاه الجنود الألمان، " أية كراهية يمكن أن تكون تجاه هؤلاء الجنود؟ لقد كانوا أناسًا بسطاء وقتلوا أيضًا في الحرب... كانوا أيضًا من الكادحين مثلنا، فقد كانوا يجرونهم إلى الجبهة... هكذا كانت معاناته الاسرية من جراء الحرب العالمية الاولي التي جرح فيها والده ايضا, و لكن تلك المعاناة جعلته ينبذ الكراهية و يضع نفسه محل جنود وطن عدو يتفهمهم رغم ان الاتحاد السوفيتي خسر 26 مليون مقاتل في تلك الحرب, فعندما يقول ان الحياة شئ بسيط و قاس فهو يقول ضمنا ان قسوتها جعلته يصر علي رؤيتها ببساطة منبعها قوة بصيرة واعية محتوية تبقيه صلبا متفهما متماسكا متمكنا رغم معاناة قد توقع غيره في مشاعر النقمة و الانتقام و الكراهية و اليأس و الانهيار, فوراء كل شخص عظيم تجارب أليمة وعته علي قسوة الحياة و مصائب القدرمتقبلا لوجودها و عبثية تجاهلها، و شحذت قواه للنضج و التفوق, قوة وراءها ايضا قدوة انسانية متقردة ترنو انسانيا الي زعامة غاندي كقدوة, و تستثني من هم بعده كمثال.و قوة تتواضع عن نزعات التفوق العرقي التي اصابت كثيرا من شعوب الشمال و منهم بعض في بلده. و قوة تنتقد تناقضات مواقف إنسانية و سياسية لآخرين لانها تزعم ان المصداقية و الثقة تتطلب مواقف متسقة قيميا توفر الاستقرار و الأسس المتينة للعلاقات.صفاته الشخصية تجعل من المتوقع ان يستطيع شخص بتلك الصلابة و السكينة ان يكون لائقا ليصبح رئيسا لمخابرات بلاده, ثم زعيما لبلده خمسة عشر عاما قضي اربعة منها رئيسا للوزراء، حتي يمكن اعادة انتخابه رئيسا, و هي ما مكنته من إقالة روسبا من عثرتها بعد الإنهيار السوفيتي و عهد يلتسين, و ان يدعو ثانية الي تعدد الاقطاب ،و قد راينا مثلا ان انهيار و غزو دول عربية لم يكن ليحدث وقت الاتحاد السوفيتي الذي يأسف بوتين لسقوطه و ليس لسقوط الشيوعية.شخص بهذه الصلابة و الانجازات من الطبيعي ان يخشاه اعداءه ، و ان يخافه من هم اقل منه صلابة، لانهم لا يتصورون كيف يمكن لشخص ان يجمع بينها و المشاعر الانسانية الايجابية الخيرة، حين يعجزون عن وضع أنفسهم مكانه بقدراتهم. و من منطلق الخوف يسبغون عليه صفات باردة او قاسية, و خصوصا في عالم لا يصدق ان القوة لا تنبع الا من المصلحة, و ان المصلحة تقتضي اي مشاعر سلبية تحققها. و من الطبيعي ايضا ان تحاول دعايات بلاده اثبات العكس بان تختار صورا توضح الجانب الانساني فيه مثل حمله صورة والده متأثرا في مسيرة الذكري السبعين للحرب العالمية التي يسمونها الحرب الوطنية العظمي, او تصويره بملامح ودودة فخورة وسط شباب معجب, او خارجا بهدوء دافئ رصين عن ملامحه المتحفظة حين يقابل زعيما يكن له الاحترام و الاعجاب, او شاعرا بالاعتزاز بقوة و مناعة بلده عسكريا, أو مستوعبا بحزن عميق ويلات حرب عظمي,و بالتاكيد سيكون لكل طرف معجب ام ساخط دوافع بعضها بحسن نية و بعضها علي صواب, و سيكون لكل طرف ايضا مسئولية رايه و مواقفه. لكن ما اعتقده علي اي حال, إنه لكي يقف شعب مع زعيمه في محنة بشكل كامل .فهو يحتاج لأكثر من مجرد اقتناعه بان مواقفه تحقق مصالح وطنية, يحتاج لزعيم يشحذ عواطفه لان المشاعر وعيا او لاوعيا تشكل المواقف, و يحتاج للثقة في انه قدوة, لان القدوة تدفع للأمل و العمل و الإيمان و الثقة، و لان القدوة السامية ان صدقت تعطي الشعور بان الحق فوق القوة، و المغزي فوق المصلحة ،فتدفع للتضحية بالغالي و النفيس و للجهد المتفاني في سبيل المبدا و الوطن.سفير وطبيب هادي التونسي
مشاركة :