أفول العصر الذهبي للإخوان (5)

  • 9/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد فترات الكمون والسرية التي عاشها الاخوان والعمل من خلال التمويه والتغطيات الكثيرة، تحت مسميات عدة من منها «جمعيات الاصلاح» و«الدعوات الاسلامية» والتحرك من خلال واجهة الصناديق الخيرية الاسلامية نجحوا في التغلغل والتسلل الى العمل في «المساجد والجامعات» والتجمعات الشعبية في الاحياء، وجذبوا العامة بتلك اليافطات الاسلامية الدعوية، وركزوا كثيرًا في هذه المرحلة على عمل النساء الدعوي والحلقات المغلقة. هذا المسار وتلك الظروف ترافقت مع المتغير الداخلي والصدام مع السادات الذي منع اصدار مجلة الاخوان (مجلة الدعوة) فانتقل إصدارها إلى المانيا.  «في هذا الوقت 78 - 79 أشيع إن الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح والدكتور عصام العريان انضما الى جماعة الاخوان المسلمين»، حسبما أشار منتصر الزيات في كتابه. ثم يؤكد الزيات «كنا على موعد مع الاخوان الذين استقطبوا قادة العمل الطلابي داخل الجامعات في الوجه البحري. كان في مقدمة هؤلاء عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور عصام العريان والدكتور حلمي الجزار والدكتور ابراهيم الزعفراني».  واصل الاخوان مع الجماعات الاسلامية الجهادية اختلافهم وتنافسهم على استقطاب اكبر قدر من الطلبة والشباب في سائر الجامعات المصرية ورسموا وخططوا للمستقبل البعيد والرهان على أن جيل الجامعات هو جيل المستقبل في المجتمع وترجموا تلك الفلسفة والنهج على جامعات دول الخليج الناشئة، حيث هيمن المدرسين الاخوان المعارين من مصر أو الفارين على الحفر في بنية وتربة تلك المجتمعات الطرية سياسيًا والتي كانت بطبيعتها متدينة ولكنها بعيدة عن مسألة الاديولوجية الدينية ومسألة تسييس الدين.  يقدم لنا الزيات تكتيك الجماعات الاسلامية بقوله: «من خلف الستار، في ذلك الوقت تم إتباع نفس الاسلوب في جامعة القاهرة وتمت مبايعة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أميرًا للجماعة الاسلامية في جامعة القاهرة.  وأنا أعتقد أن هذه الافكار أو هذه الآليات كانت تنساب من القاهرة. وأعتقد بصفة أساسية إن القدرة الهيكلية في الترتيب التنظيمي للجماعة الاسلامية الطلابية في ذلك الوقت كان مصدرها من طرف خفي الاخوان المسلمين». ذلك السلاح الخفي لنهج الاخوان وجدناه منتشرًا في مناطق عديدة من العالم. ولكن حادث المنصة تسبب في التكثيف الامني وتشديد قبضته، ففقد الاخوان جزء من حالة الاسترخاء الامني ولم يعد اليهم إلا في فترة من فترات حسنى مبارك في الثمانينات، غير إن قيادة تلك المرحلة للتنظيم كانوا أكثر شبابًا في الداخل فيما قادة الاخوان الكبار كانوا موزعين بين السجون والشتات يؤسسون لأجيال قادمة، ويومها كان حاضرًا عنصرين فاعلين في الساحات الاسلامية، الاول هو اندلاع الثورة الايرانية ومعارك الساحة الافغانية وسخونة وصدام الافغان فيما بينهم وفي مواجهة القوات السوفيتية ثانيًا. تصبح هذه الفترة متوترة قبل حادثة اغتيال السادات بسنتين 79-81، حيث شهدت صراعات وخلافات مع السوفيت فانتهت سنوات العسل بين السادات وموسكو وظلت الاسلحة الروسية وصواريخ كروز في مصر اسلحة قتالية سيستعملها المجاهدين في افغانستان، فقد تم ترحيلها عن طريق الامريكان إلى أفغانستان. انقلبت موازين القوى العالمية والاقليمية وتبدلت عناصر وعوامل جديدة يصبح فيها مشهد تصاعد قوى الاسلام السياسي ظاهرة ملفتة، اعلاميًا وعسكريًا وسياسيًا.  في هذه المرحلة لم تحرك قوى الغرب ولا الولايات المتحدة ساكنًا إزاء الاعمال الارهابية وازدياد نشاط تنظيم القاعدة، لكونها كانت تحت ناظرها في حدود معينة، المهم هو إيجاد قوة فاعلة اسلامية في دول اسلامية في مواجهة الشيوعية العالمية وحركة اليسار. مكث ثنائية التيارين الاساسيين في الاسلام السياسي محصورًا في الجماعات التكفيرية وتنظيم القاعدة الذي تحول بعد ذلك الى تنظيم عالمي (بتأسيس الجبهة العالمية للجهاد عام 1998) وتنظيم الاخوان المسلمين بقيادته وتنظيمه الدولي!.  في ساحات أفغانستان برز وجه الشاب السعودي الثري المهندس اسامة بن لادن، حيث قوى عوده وتمرس على قتال عملي وتلقى تدريبات عسكرية وفقهية في معسكرات افغانستان.

مشاركة :