تفتح لنا المقابلة حقائق جديدة في قناة الجزيرة في برنامج «شاهد على العصر» الذي يقدمه المذيع الاخواني احمد منصور، وذلك بتاريخ 9 يناير 2002، فقد كانت اجندة الاخوان في الكويت مع التنظيم الدولي هو التأسيس لذريعة مضللة باسم «الجيوش الاسلامية»، حيث تدخل الكويت بالاتفاق مع صدام حسين نفسه! ثم بعد فرض هذه الجيوش الاسلامية أو بمعنى اوضح «الاخوانية» سيطرتها على مفاصل الامور في الكويت تنسحب القوات العراقية، لتجرى الانتخابات التي تحدثوا عنها تحت إشراف «القوات الإخوانية». وبعظمة لسانه يؤكد يوسف ندا أنه في أغسطس 1990 التقى صدام حسين وتحدثًا ولكنه لا يفصح عن تفاصيل ما دار وفي ذات الوقت يمتدح إخوان الكويت على انهم قاموا بالنشاط الاغاثي في الكويت كانوا هم إخوان الكويت! - مهمشًا دور الشعب الكويتي ومنظماته المدنية والاهلية – بقوله: «كان الزبالة يلموها، العائلات يودوا لهم أكل، وقت الحظر ما حدش يقدر يمشي كانوا هم يتخفوا ويروحوا علشان يشوفوا.. يعني كان لهم دور كبير الحقيقة لم يكن لغيرهم دور فيه». هذا البهتان لبطولة إخوان الكويت كانت فرصة يوسف ندا ان يسّوقها إعلاميًا من خلال مذيع إخواني وقناة متعاطفة مع الاخوان وزعيم دولي للاخوان، كلهم اشتركوا في لعبة الترويج والتضليل بعد أن هيمنوا على قناة خطيرة كالجزيرة منذ تأسيسها في (نوفمبر 1996) وهي في انطلاقتها الفتية، فكانت تلعلع وتولول للعالم وتقول ما تشاء دون حساب أو رقيب. مشروع الوساطة ليوسف ندا عند صدام تخفى في ثوب «جيوش اسلامية» غير ان الخطة الشيطانية كان ابطاله رموزًا «اخوانية» كويتية ووقعت أحداثه في الولايات المتحدة الاميريكية من مجموعة منهم قدموا أنفسهم بصفتهم «وفد أهلي كويتي» قابلوا سفير الكويت في واشنطن أثناء الغزو العراقي الشيخ سعود الناصر الصباح وكانت مبادرتهم هي مبادرة التنظيم الدولي نفسها بالتمام والكمال، بل زادوا عليها بندًا جديدًا تمثل في طلب خمسين مليون دولار تدفع من إعداد وتحضير «الجيوش الاخوانية» التي اطلقوا عليها اسم الجيوش الاسلامية، ولقد فضح الشيخ سعود الناصر هذه المؤامرة في أكثر من لقاء تلفزيوني ومقابلة صحافية. وأناط اللثام في مقابلة جريدة «السياسة» الامير الراحل نايف بن عبدالعزيز آل سعود عندما كان وزيرًا للداخلية بقوله: «عندما حصل غزو العراق للكويت، جاءنا علماء كثيرون على رأسهم عبدالرحمن خليفة، ومعه الغنوشي والترابي والزنداني ونجم الدين أربكان وآخرون، وأول ما وصلوا اجتمعوا بالملك وبولي العهد وقلنا لهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة ؟ وهل الكويت تهدد العراق؟ قالوا والله نحن أتينا فقط لنسمع، ونأخذ الاراء!!، (واعجبي!!) بعد ذلك وصلوا الى العراق، ونفاجأ بهم – يقول الامير نايف - يصدرون بيانًا يؤيد الغزو العراقي للكويت». وتساءل الامير نايف قائلاً: «هل هذا ما يجب فعله، وهل هذا الموقف يرتضي به العقل، وما هو مبرر أن دولة تغزو دولة أخرى وتطرد شعبها من أرضه وبلده؟». خمس قيادات اخوانية كبيرة من السودان (الترابي) والاردن (عبدالرحمن خليفة) واليمن (الزنداني) وتونس (الغنوشي) وتركيا (اربكان) وقفوا هم واحزابهم مع صدام حسين وأصدروا بيانًا يناصرونه فيه، ولن ينسى التاريخ اجتماعهم في مدينة كراتشي الباكستانية وبيانهم المخزي، فقد باعوا وطن وشعب بكامله للغزو دون حياء، وكانوا يتمنون إخوان الكويت والتنظيم الدولي الاستحواذ على السلطة والثروة ولتصبح الكويت لهم بؤرة جديدة بعد إمارة افغانستان وحكومة البشير في السودان. استثمر تنظيم الاخوان منذ منتصف التسعينات رياح الديمقراطية والانتخابات التي كانت تسود الوضع العالمي بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي، فمنذ عام 1991 لغاية 2001 سنجد خيول الاخوان تصهل من مدينة لمدينة مستثمرين غزارة ما كانوا يحصلون عليه من اموال الصناديق الخيرية وعائدات النفط والبنوك الاسلامية والتي كانت ترضع من ثدي جنيف واستثماراتهم التي توسعت في كل البلدان الاسلامية والعربية والغربية وحيويتهم في الانشطة المجتمعية والجامعية. هذا الفضاء الجديد الممتدة انتصاراته من افغانستان حتى البلقان والشيشان، دفعت بتنظيمات وعناصر الإخوان الخليجية بالتعاون مع التنظيم الدولي في الانصهار والمشاركة في برامج وندوات وانشطة لا حصر لها، فالانفراج الديمقراطي في العالم منحهم حرية كافية للحركة، مستغلين تركيز الاستخبارات المحلية والعالمية على التنظيمات الاسلامية الجهادية، التي كانت تركز أعمالها في سياسات تكفير الحكام والقيام بسلسلة التفجيرات والقتل والاغتيالات، وهي كثيرة كما حدث لمحمد فرج فودة (1986) والكاتب نجيب محفوظ (1995) ووزيري الداخلية المصري محمد ابراهيم وزكي بدر اللذان نجيا من محاولة الاغتيال ومقتل وزير الاوقاف الشيخ الذهبي (1977) واغتيال السادات (1981) ومحاولة اغتيالات عديدة لحسنى مبارك من ضمنها محاولات أديس بابا عام (1995) هذا على سبيل المثال وليس الحصر، وغيرها من أحداث وقوائم في تاريخ الارهاب في مصر بؤرة ومركز التنظيم الإخواني المحلي والعالمي.
مشاركة :