تواصل – فريق التحرير: يصادف اليوم 6 رجب، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث 1367هـ المقاتلون في فلسطين يستردون مستوطنة عطروت شمال القدس .. ومذبحة قرية “أبو شوشة” في مثل هذا اليوم من عام 1367هـ الموافق 15 مايو 1948، استطاع المقاتلون العرب من استرداد قرية عطروت شمال القدس، التي استولى عليها الصهاينة وأسسوا فيها بالمكر والخداع مستوطنة عطروت. الحركة الصهيونية ومكر شركاتها سعت الحركة الصهيونية التي أسسها تيودور هيرتزل إلى إنشاء بؤر استيطانية لتوطين اليهودية في محيط مدينة القدس، وذلك بالمكر والخداع، ففي الفترة1328هـ – 1330هـ الموافق 1910–1912، استطاعت مؤسسة صهيونية أنشأها تيودور هيرتزل تحت مسمى (الصندوق القومي اليهودي)، والذي كان يمتلك شركة يعمل تحت ستارها هي “شركة فلسطين لتطوير الأراضي”، والتي تحول اسمها فيما بعد إلى “شركة إسرائيل لتطوير الأراضي”، وكانت تقوم بخداع الفلسطينيين وشراء الأراضي منهم؛ وتمكنت من شراء أرضٍ تقدر مساحتها نحو 243 دونمًا في تلال قرية قلنديا العربية شمال مدينة القدس، من أحد سماسرة الأراضي ويدعى نخلة قطان. وتوسعت هذه الأراضي فيما بعد، ففي في 1331هـ الموافق عام 1913، وصلت هذه الأرض إلى نحو 700 دونمًا، مع شراء المزيد من الأراضي من قريتي بير نبالا وبتمويل من البنك الصهيوني الإنجليزي الفلسطيني، الذي كان الذراع المالي للحركة الصهيونية. وفي جمادى الآخرة 1332هـ الموافق مايو 1914، وصلت النواة الاستيطانيّة الأولى، على رأسها “ليفي أشكول”، مؤسّس حزب العمل، والرئيس الثالث لوزراء الكيان المحتل. وبدأوا بتسوية الأرض، وترسيم حدود المستوطنة وزراعة أشجار التين والعنب والزيتون. ويسجل الإرهابي “ليفي أشكول” في مذكراته ما يؤكد بسالة أهل عطروت العرب الذين تصدوا للصهاينة من أول يوم لدخولهم فيقول: “قبل قدومي إلى قلنديا، التقيتُ فقط بالعربيّ الهادئ المطيع، العربيّ الذي نركب على أكتافه لينقلنا من القارب إلى الشاطئ، ولكن في عطروت التقيتُ للمرة الأولى بالعربيّ العدائيّ الذي يحمل بيديه النبّوت (الهراوة) والحجر باحثًا عن أوّل فرصةٍ ليغرس السكّين في ظهري”. المجاهدون في عطروت يقاومون الصهاينة بدأ المجاهدون العرب منذ 1366هـ – 1948م الاستعداد للمعركة المنتظرة لدحر الصهاينة عندما تُنهي بريطانيا انتدابها على فلسطين، في اليوم التالي 7 رجب 1367هـ الموافق 14 مايو عام 1948م. وكان الشباب في القرى والمدن الفلسطينية يُلبُّون نداءات الثوار وقياداتها في المناطق للتطوع لصدِّ هجمات معادية أو المشاركة في شن هجمات على (الكوبانيات) أو المستوطنات اليهودية. وفي 9 جمادى الأولى عام 1367هـ الموافق 19 مارس عام 1948م، قامت مجموعة يهودية من مستوطني عطروت بعبور السهل الكائن شمالي قرية رافات، ونصبوا كمينًا للحافلة العربية المتجهة إلى رام الله عند نقطة قريبة من الطريق التي تربط رام الله بباب الواد، فهاجمتهم القوات العربية، ولكنها لم تتمكَّن منهم. وعندما عودتهم إلى المستوطنة كان المجاهدون العرب في انتظارهم؛ فاشتبكوا معهم في معركة شرسة انتهت بالقضاء على المجموعة اليهودية. ودفعت هذه المعركة المجاهدين لكي يتخذوا قرارًا بالاستيلاء على المستوطنة، فقد كانت تحتل موقعًا استراتيجيًا شمال مدينة القدس. وعندما دخلت القوات الأردنية إلى فلسطين كانت هذه المستوطنة في مقدِّمة أهدافهم، وكانت معركة مارس قد أصابت المدافعين عن المستوطنة بالرعب، لذلك ما إن بدأ الهجوم الأردني حتى فرُّوا من المستوطنة؛ لتسقط في أيدي القوات الأردنية. مذبحة قرية أبو شوشة وفي نفس اليوم ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة شنيعة في قرية أبو شوشة في قضاء القدس بفلسطين، وراح ضحيتها 50 شخصًا ضربت رؤوس العديد منهم بالهراوات، وقد أطلق جنود “لواء جفعاتي” الصهيوني الذي نفذ المذبحة النار على كل شيء متحرك دون تمييز، بما فيه الحيوانات وقّعت مجزرة أبو شوشة عشيّة موعد انتهاء الانتداب البريطاني يوم في نفس هذا اليوم من شهر رجب من عام 1367هـ الموافق 14 مايو عام 1948، شنّت وحدات من لواء “جفعاتي” هجومًا وحشيًا على قرية أبو شوشة، التي تقع إلى الشرق من مدينة الرملة، بهدف احتلالها وطرد أهلها. الكشف عن المذبحة مذبحة رهيبة ارتكبها الصهاينة ضد شعب أعزل، لم يكشف عنها لسنوات طويلة حتى شوال 1415هـ الموافق مارس عام 1995م، حين أصدر مركز الأبحاث في جامعة بيرزيت في الأرض المحتلة كتابًا تضمن مشروع المركز الخاص بالقرى العربية التي دمّرت عام 1948، والكتاب خاص بقرية أبو شوشة قضاء الرملة، جُمعت مادته من شهود عيان بقوا على قيد الحياة. جرائم المذبحة وقعت هذه المجزرة التي راح ضحيتها نحو ستين شهيدًا من النساء والرجال والشيوخ والأطفال، المحظوظون منهم قتلوا رميًا بالرصاص فرادى أو جماعات، حين صفّوا أمام الجدران، وآخرون فلقت هاماتهم بالبلطات في شوارع وحارات وأزقة القرية أو داخل البيوت. بعد مرور ثلاثة أيام سمح بدفن الشهداء فهرعت النسوة إلى دفنهم، حيث جمعن بعض الجثث في الخنادق التي كانت معدّة للدفاع، ووضعن جثثًا أخرى فيما تيسّر من حفر، واكتفين بإهالة التراب على الباقين. أصدر الصهاينة قرارًا بتهجير سكان القرية، واستمرت عمليات القتل، ودبّ الرعب في نفوس الأهالي. ومن القصص المأساوية التي وردت في هذه المذبحة أن طفلًا صغيرًا لا يتجاوز عمره العشر سنوات كان مع أمه في إحدى المغارات، وبعد ساعات من السماح للنساء بالذهاب إلى بيوتهن أخذ أحد القتلة الطفل وأمام عيني أمه رفع بلطته، وانهال على رأس الطفل، فانفلق ومات الطفل على الفور أمام عيني أمه المكلومة. تهجير قسري لمن تبقى من أهل القرية استمرت عمليات ترويع النساء والعجزة من السكان على هذا النسق حتى نودي على من تبقى من سكان القرية ليخرجوا من دورهم، وحين استجابوا وجدوا أنفسهم محاصرين بين صفين من الجنود، وطلب منهم مغادرة البلدة باتجاه قرية القباب الواقعة شرق أبو شوشة، ولم يسمح لأحد بأن يحمل شيئًا معه، وأرغم الجميع على السير باتجاه واحد فقط. وأطلق أحد جنود الصهاينة الرصاص بين أرجل المهجرين من بيوتهم ليسرعوا، فأصيب كثيرون وأجهضت سيدات، وهرول الجميع هربًا من الموت. ولم يسمع أحد بالمجزرة سوى سكان القرية القريبة التي آوت من تبقى من أهل أبو شوشة. وبعد ساعات من اكتمال مجزرة أبو شوشة في ضحى ذلك اليوم كان مجلس قادة الصهاينة يصادق على وثيقة إعلان “دولة الكيان المحتل” على أرض فلسطين. ومحت المذبحة قرية أبوشوشة الفلسطينية من الوجود، وتحوّلت أرضها الآن إلى حدائق مزروعة بالخوخ والبرقوق تابعة لمستوطنة “كرمي يوسف”، وأقيمت في تخوم القرية أربع مستوطنات أخرى. وزرعت منحدراتها الجبلية بأشجار المشمش، لكن مذبحة قرية أبو شوشة لم ولن تمح من ذاكرة الفلسطينيين وأحرار العرب ولم تعد مجهولة لديهم، وستبقى هي والمذابح الأخرى شاهدًا على وحشية الإرهاب الصهيوني الذي يمارس ضدّ الشعب العربي في فلسطين منذ قبيل قيام الكيان الإسرائيلي الإرهابي حتى الآن.
مشاركة :