معظم القطاعات الحكومية والخاصة بحاجة إلى برامج التحول وإعادة الهيكلة بسبب ضعف الأداء والإنجاز والترهل الوظيفي الذي أدى لتعطيل التنمية والتطور رغم الإمكانات الجبارة التي تتوفر لهذه القطاعات مع دعم مادي ومعنوي من الدولة إلا أنها لم تساهم في برامج التنمية بل تسببت في تعطيلها. هناك قطاعات عمدت إلى التحول وإعادة هيكلة أعمالها ونجحت، وبعضها لم يحقق أهدافه بسبب أسلوب التعاطي مع البرنامج فمثلا شركة الاتصالات السعودية نجحت كأول برنامج للخصخصة والعمل بأسلوب تجاري حيث تغير أداؤها واستطاعت أن تحقق نجاحات في بداياتها. مبادرة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإقامة ورش العمل لبرنامج التحول الوطني الذي نظمته أمانة مجلس الاقتصاد والتنمية بحضوره وإشرافه شخصيا جاء في وقته، وهذه الورش شارك فيها مجموعة من أفراد المجتمع وعرض فيها 14 وزيراً ومسؤولاً حكومياً الخطط الخمسية لوزاراتهم ابتداء من 2016م أمام جمع من المواطنين من شرائح مختلفة بينهم أعضاء في مجلس الشورى وأكاديميون وخبراء.. كما ناقش اللقاء العديد من المحاور في مقدمتها التعليم، والصحة، والإسكان، والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى البيئة العدلية، والخدمات البلدية، والبنى التحتية، والخصخصة. كان المهم في مثل هذه اللقاءات المكاشفة والمطالبة بتقويم أداء الوزراء في حلقات النقاش ووضع مؤشرات الأداء لمتابعة أدائهم وهنا سيكون الجميع تحت المجهر وهذا ما يريده المواطن من المسؤول. لضمان نجاح برامج التغيير لابد أن يبنى على ثلاث محاور رئيسة الأول Ownership وهو تبني فكرة البرنامج والتأكد من نجاحه وتحديدا من أعلى سلطة وهو قائد التغيير، الثاني هو المساندة والدعم من المسؤول لفريق العمل وتسهيل مهمتهم Support، الثالث المتابعة والمحاسبة على النتائج (Follow-up). هذا البرنامج بدأ بعنصرين حيث إن سمو ولي ولي العهد تبنى البرنامج وأطلقه شخصيا، ثانيا وعد بتوفير الدعم والمساندة لتحقيق الأهداف ويبقى العنصر الثالث وهو المتابعة والذي سيكون حاضرا من خلال مؤشرات قياس الأداء. برنامج التغيير لقطاعات ظلت طوال عقود تعمل بعقلية بيروقراطية ومعقدة تحتاج إلى برامج للتحول وإعادة الهيكلة للتخلص من العوائق وأولها مقاومو التغيير ممن أمضوا سنوات طويلة في مناصبهم دون تقديم إنجاز يذكر. الأولوية للتعليم في جميع مراحله من خلال مناهج متطورة ترتقي بالفكر وتسهم في خلق جيل واعٍ بأهمية الإنتاج الذي سينعكس على حياة الفرد والمجتمع، ثم الاهتمام بالصحة لخلق مجتمع صحي ومنجز، وحل مشكلة الإسكان، حينها سيكون هناك جيل متعلم وصحيح تتوفر له الحياة الكريمة وسيكون فاعلا ومنجزا يفيد نفسه ومجتمعه في كافة المناشط التي وردت في هذا البرنامج. مثل هذا البرنامج الطموح إذا طبق بحزم وشفافية ستظهر نتائجه قريبا وسيكون فاعلا في القضاء على الفساد والبيروقراطية والكسل وسيؤدي إلى تطور المجتمع بشكل تكاملي.
مشاركة :