عندما يكون التدريب جزءاً من الإصلاح | سالم بن أحمد سحاب

  • 1/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من الإيجابيات التي تستحق الإشادة الالتفات إلى فئة قد لا يهتم بها المجتمع كثيراً، بل ربما يعتقد البعض واهماً أنها فئة لا تستحق الاهتمام أصلاً لأنها أساءت للمجتمع عبر الإضرار ببعض فئاته. إنها فئة المساجين، وهم طبعاً على درجات، وأهونهم الذي لا يقضي في السجن وقتاً طويلاً بسبب بساطة جرمه أو تنازل صاحب الحق عن حقه. ومن هنا يتعاظم دور المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني التي آلت على نفسها تنفيذ برامج للتدريب المهني للسجناء بالتنسيق مع المديرية العامة للسجون، إذ تجاوز عدد المستفيدين من برنامج التدريب المهني بالسجون 11 ألف مستفيد ومستفيدة عبر 36 وحدة تدريبية داخل السجون المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. وترتكز برامج المؤسسة على دراسة حديثة صدرت عام 2015م، بعنوان «تقييم التدريب المهني بالسجون» أجرتها المؤسسة بالتعاون مع مديرية السجون بالتوسع في تخصصات البرامج التدريبية التقنية والمهنية المنفذة في السجون باستحداث تخصصات مهنية وتدريبية جديدة للسجناء والسجينات، في مقدمتها صيانة الجوالات والأجهزة الإلكترونية وإصلاحها، والطباعة للرجال، والتطبيقات المكتبية والشبكات والبرمجة للنساء. وذكرت الدراسة أن حوالي 82% من المتدربين الملتحقين بهذه البرامج لم يسبق لهم التدريب من قبل. وكشفت الدراسة عن ملاحظة رجال الأمن للتغيرات السلوكية الإيجابية التي تطرأ على السجناء بعد التحاقهم بهذه البرامج، وأن هذا الأثر يمتد حتى بعد إطلاق سراح السجين وخروجه للمجتمع مرة ثانية، خاصة ممن لا يملكون أصلاً مهارات متقدمة يرغبها سوق العمل. هذه معالجة إيجابية لمشكلة جذرية، وليس مجرد (رمرمة) أو (زبرقة)، فكثيرٌ من قضايا السجون تنبع من بطالة مزمنة وصحبة سيئة مبنية على افتقار لقدرات مهنية يحتاجها جانب من سوق العمل. صحيح أن كثيراً من هذه البرامج التدريبية متاحة أصلاً للراغبين، لكنها غير ملزمة كما هي في السجن أو الإصلاحية. ولعّل مصطلح (الإصلاحية) يتحقق فعلاً عبر هذه البرامج المهنية وغيرها من الاجتماعية والأخلاقية والوعظية. ولله في خلقة شؤون، وفي تدبيره حكمة، فليس شرطاً أن يكون السجن شراً خالصاً، بل ربما انطوى على تهذيب للنفس، وتطوير للقدرات، وتحسين للمهارات، وتقليص للسلبيات. شكراً للمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :