النظام الدولي والإخفاق الاقتصادي «1 من 2»

  • 3/14/2023
  • 23:35
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أن القوى العالمية قد لا تتفق على كثير من الأمور في أيامنا هذه، إلا أن معظمها يدرك أن العالم يمر بمرحلة حرجة سياسيا، خاصة الجانب الاقتصادي، وتسمى في سياق استراتيجية الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، بـ"العقد الحاسم" في المنافسة على صياغة مستقبل النظام الدولي. كذلك، يجادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن العالم بدأ يدخل في عقد زمني "يعد الأشد خطورة وتقلبا، وفي الوقت نفسه الأكثر أهمية منذ عقد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". ويرى المستشار الألماني أولاف شولتز، أن الحرب الروسية - الأوكرانية تمثل نقطة فاصلة، مما يعي "أن العالم بعده لن يكون كما كان من قبل". لكن على الرغم من التصور الشائع بأن النظام الدولي يمر بنقطة تحول، إلا أن لا أحد يعرف حتى الآن وجهته، أو الانقسامات والرؤى الاستراتيجية التي ستشكله بصورة حاسمة في المستقبل الاقتصادي. وعززت الحرب الروسية ـ الأوكرانية واسعة النطاق الانطباع لدى الحكومات الليبرالية بأن المراجعين المتمسكين والمتشددين يمثلون أخطر تهديد للنظام الدولي القائم على القواعد. إذ تخشى الحكومات في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ من أن أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غدا، وهذا ما قاله رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. ولا يحاول المستبدون إيجاد مجالات نفوذ جديدة فقط، بل يفرضون تحديات جديدة على القواعد والمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، والبنية التحتية العالمية، والتنمية، وأمن الطاقة، والاستقرار النووي. لكن الديناميكيات داخل كل من هذه المجالات وفيما بينها أكثر تعقيدا بكثير مما قد يوحي به انقسام بسيط بين الديمقراطية والأوتوقراطية. فعديد من الدول النامية تشتكي بشدة مما تعده نظاما اقتصاديا أخفق في خدمة مصالحها. إذ تعرضت التجارة المفتوحة (والبنية التحتية التي تيسرها) إلى ضغوط من عدة اتجاهات مع قيام القوى الكبرى بتسليح الروابط التجارية، واللجوء إلى الحمائية. حتى فيما يتعلق بحقوق الإنسان -وهي قضية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنظام الدولي القائم على القواعد الليبرالية- لا تتفق الديمقراطيات مع بعضها بعضا دائما، بل في الأغلب ما تفشل في التصويت معا على قرارات الأمم المتحدة. وتنعكس هذه التعقيدات بصورة أكبر على البيانات الجديدة من مؤشر ميونخ للأمن 2023، الذي وضعه مؤتمر ميونخ للأمن، وشركة Kekst CNC، الذي يستند إلى استطلاعات الرأي العام في دول مجموعة دول السبع الكبرى، والبرازيل، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا (دول البريكس BRICS، باستثناء روسيا وأوكرانيا). وعندما سئلوا عن الانقسام الرئيس في السياسة العالمية اليوم، كانت إجابة النسبة الأكبر من المستجيبين (23 - 46 في المائة) تشير بالفعل إلى الانقسام بين أنواع الحكم والممارسات في مختلف الدول... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :