لقد مسّ الغلاء كلّ شيء، كما هو معلوم للجميع، وكما يُقِرّ به ولا يُنكِره الجميع!. وصدق الشاعر الشعبي إذ قال: وِجِينَا نِبِي الرُخْص والهوادة.. والله وكيلك شبّت الأسعار... نـار!. حتى فانيلات الرجال وسراويلهم مسّها شيطانُ الغلاء بنُصْب وارتفاع فاحش للأسعار!. قبل عام واحد فقط كان المواطن يشتري طقم الملابس الداخلية، الـمُكوّن من 3 قطع، فانيلة، وسروال قصير، وسروال طويل، مصنوعة من القطن المتين، بـما لا يتجاوز 30 ريالاً، أمّا الآن فتُصنع من القطن الخفيف، وسعرها يصل إلى 60 ريالًا وأكثر!. والمشكلة أنه مع ضرورة استبدال هذه الملابس بشكل يومي، إذ من يُطيق لبسها ليومين أو أكثر في هذا الحرّ القائظ والعرق الـمُتصبّب؟ ومع استهلاكها السريع بغسْلها الـمُتكرّر وكيّها، أصبح من الضروري والاضطراري شراء المواطن لها بكميات أكثر من ذي قبل، فزادته رهقا، وهكذا أصبح المواطن يُدوّنها ضمن ميزانيته الشهرية، ربّما كالتالي: س ريال إيجار بيت وشفْط بيّارة!. س ريال علاج طبي!. س ريال قسط سيارة وبنزين!. س ريال أقساط مدارس!. س ريال أقساط القروض البنكية!. س ريال فواتير كهرباء وهاتف وماء وجوّال وإنترنت، وأخشى أن يلحقها الواطس آب قريباً!. س ريال مصاريف زوجة وأولاد وبنات، وربّما معاونة والديْن وأخوات!. س ريال سداد مدفوعات حكومية!. س ريال غرامات ساهر!. س ريال.. وملابس داخلية (كمان)؟!. وكلّ هذه الـ (س)، وجمعها سينات، قد مسّها الغلاء، فماذا يفعل المواطن؟ لقد تعدّدت جبهات الغلاء أمامه، وليس له سلاح يواجهها به سوى راتبه، وهو أشبه بسلاح دُمية في حرب حقيقية، وأعتقد أنّ زيادته لا تكفي وحدها، بل أن يُتخذ الغلاء في نفس الوقت عدوًا مُبيناً، وأن يُكافَح كفاحًا فعّالاً وصحيحا!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :