صباح الحرف (مقال الواقع)

  • 7/11/2016
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

< على طريقة تلفزيون الواقع الذي كان، وأزاحه التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون هناك مقال الواقع، وعلى رغم الاختلاف التصنيفي، لكنني عشت تجربة واقعية قبل يومين، أجد فيها ما أحسبه جديراً بالنقل. كنت عائداً عن طريق البر من الطائف إلى الرياض، وكان أولادي الكبار يسيرون أمامي تماماً في سيارة أخرى وقدر الله وانفجر أحد الإطارات الخلفية لسيارتهم أمام ناظري وكان الله لطيفاً بنا وكان للالتزام بالسرعة القانونية إلى حد ما (كنا متجاوزين بشيء لا يذكر) بعد الله دور في النجاة. الجانبان الأبوي العاطفي، والروحي التأملي في الحدث ليس هذا مكانهما، لكن الجانب الذي يهم الناس، والحكومة ممثلة في وزارات كثيرة هو الذي يمكن الحديث عنه، إذ إن الحادثة جعلتني أركز على جملة نقاط منها حال الطريق لأن إطارات المركبة كانت شبه جديدة وعمرها أشهر عدة، وليست من الأنواع المقلدة، فوجدت الطريق في غالبه في حال سيئة جداً، وتحديداً فإن الطريق جيد من الطائف إلى قرية «ظلم»، ثم تقريباً من مدينة القويعية إلى الرياض أما بقيته وهي الأكثر ففي حال سيئة. هذا الطريق هو بمثابة طريق الحج والعمرة لكل سكان الرياض والمنطقة الشرقية ودول الخليج العربي، وهو بالطبع طريق السياح إلى الطائف وجدة، أو حتى بعض المتوجهين إلى الجنوب الذين يختارون هذا المسار (لديهم خيار آخر) فكيف يكون على هذه الحال البائسة؟ في بحثنا عن إطار جديد بعد تركيب الاحتياطي صادفت أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود والكاتب المعروف الزميل الدكتور خال آل هميل وهو يفحص هواء إطاراته وهو أكد أن معظم الإطارات التي تباع من غير الوكلاء هي محل شك، وأن المغشوش يملأ السوق، ونصحني نجله وأنقل النصيحة لكم باستخدام تطبيق يكشف الغش في الإطارات، لكن ما هي قصة الإطارات على طريق يكاد يكون ثاني أو ثالث أهم طريق في السعودية؟ اكتشفت أن من يتعطل في الطريق البري يصبح صيداً دسماً لمجموعة من المحال تبيع إطارات غير معروفة المصدر، ومن دون فواتير، والأكثر إيلاماً أنهم يحاولون بيع أي إطار قريب من الحجم أو الشكل المطلوبين بغض النظر عن المقاسات التي تكتب بالإنكليزية على الإطارات، فأتساءل ما ذنب من لا يعرف معاني الرموز أو لا يستخدم هاتفاً ذكياً، أو لا يعرف عن التطبيق، على رغم أن كل هذا قد لا ينفع في حال الاضطرار؟ تأملت في طموحاتنا السياحية، وطموحاتنا عن العمرة، وقلة خياراتنا في وسيلة السفر المحددة في شركتي طيران، وسيارتك الخاصة فوجدت أننا بعيدون نسبياً عن هذه الطموحات، ووجدت طريقاً حيوياً مثل هذا الطريق لا يوجد فيه مركز خدمة سيارات يمكن تسميته بالمهني أو الخاضع للرقابة. أمضيت بقية الطريق إلى الرياض أخمن مع طفلتي سبب عدم وجود القطار بين العاصمة السياسية والعاصمة الدينية، ثم أهدئ من روعها وهي تحاول انتزاع وعد مني ألا نسافر عن طريق البر مرة أخرى!   mohamdalyami@

مشاركة :