الخزانة التراثية \ بقلم: إبراهيم سعد الحقيل \ الطَّيفُ

  • 10/11/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يحتلُ الطيفُ مكاناً مؤنقاً في الأدب العربي، ويظهر جليّاً في مُقدمات القصائد التراثية، وكان مدخلاً للغرض الرئيس في قصيدة الشاعر الجاهلي، وقدَّم النقادُ نعت قيس بن الخطيم لزيارة الطيف، ونصُّوا على أن أول من ذكره في الشعر عمرو بن قَمِيْئة، أما البحتري فكان مُكثراً ومحسناً في ذكر الطيف حتى قيل«خيال البحترى». لقد استمر حضور الطيف في الشعر العربي على امتداد عصوره، وخصَّهُ الشريفُ المرتضى بكتاب ماتع سماه «طيف الخيال»، حشد فيه كثيراً من أخبار الطيف وشعره، وإن ألح فيه على شعره وشعر أخيه الرضي وشعر الطائيين. وإذا قِيل «الطيف» فهو ينصرف إلى طيف الحبيب، ومذهب الشعراء استدعاء الطيف والتَّلهف لزيارته، ولا نعدم من تبرَّمَ من زيارة طيف المحبوبة فطرده، وإِمَامُهم في هذا طرفة حين قال: فقلْ لخيالِ الحَنظليَّةِ ينقلبْ إليها فإنِّى واصلٌ حبل من وصلْ أما الحسين بن الضحاك فلم يرَ فائدة من الطيف فقال: وماذا يُفِيدُكَ طيفُ الخيا لِ والهجرُ حظُّكَ ممَّن تُحِبُ والطيف ليس في كل أحواله طيف محبوب، فالطيف قد يكون مفزعال كما في قوله: وخَلَّفُونيَ في قومٍ ذوي سَفهٍ لو عاينُوا طيفَ ضيفٍ في الكرى ماتُوا وعلل أبوتمام زيارةَ الطيف منطقيًّا، فقال: نَمْ فما زاركَ الخيالُ ولكنْ أنتَ بالفكرِ زُرتَ طيفَ الخيالِ ولارتباط الطيف بالمحبوبة فقد تسمى به الجواري كطيف البغدادية، ويحسن ورود «طيف» في الشعر بخلاف الجمع «أطياف».

مشاركة :