الخزانة التراثية \ بقلم: إبراهيم سعد الحقيل \ القهوة وتغلل الرمز

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال المرقش الأكبر: وما قَهْوَةٌ صَهبْاءُ كالمِسْكِ رِيحُها تُعَلَّى على النَّاجُودِ طَوْراً وتُقْدَحُ وقال أبوعثمان الخالدي: هتَفَ الصَّبحُ بالدُّجى فاسْقِنِيْها قهوةً تَترُكَ الحَليمَ سفِيْها كانت العرب تسمي الخمر قهوة لأنها تُقْهِي شاربها عن الطعام فينصرف عنه، لقد استقر هذا الاسم حتى خرج ذلك المشروب الباذخ «قهوة البن» فاستدعت الاسم ودار حولها جدل كبير بين الحل والحرمة والكراهية، نجد صداه في الفتاوى والرسائل التي ظهرت بدءاً من ملامستها لواقع الحياة أوائل القرن العاشر الهجري، وحتى أن القاضي صالح جلبى بن جلال الدين الأماسي لما دخل حلب قاضياً سنة 954ه منع شرب القهوة وكان محمود السيرة رَضِيَّ الخُلق، ونظم يحيى بن نورالدين العِمْرِيْطِي الشافعي (ت بعد 989ه) أرجوزة في تحريم القهوة منها: اعلمْ بأن القهوة المشهورهْ كريهةُ شديدةُ المرورهْ لا شك أن الاسم كان له دور في ذلك الجدل، فقد قرَّ في الأذهان أن القهوة من أسماء الخمر فمنح الباحث في حلها إيحاءً ينبع من عمقه أنها ملتبسة بدنس الخمر مع ارتباطهما بالمنادمة والعكوف على شربها مع الأصدقاء، وقد ألمح إلى هذا العلامة الطاهر بن عاشور: «كذلك لما ظهرت الحبوب اليمانية التي نسميها قهوة أفتى بعض العلماء أول القرن العاشر بحرمة منقوعها لأنهم سموها القهوة الذي هو اسم الخمر في اللغة العربية».

مشاركة :