2016/11/24 عندما حققتُ فهرس مكتبة نجدية اسْتَظهرتُ أنها مكتبة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبيد (ت1281ه) وجدت صورة مغايرة لما يُظن من قلة الكتب في ذلك الموقع المكاني، فليس صاحب المكتبة يسكن من حواضر العلم أو عواصم الدول، بل كان يسكن في بلدة صغيرة من بلدان نجد، لقد حوت مكتبتُهُ عددا من الكتب جاوزت مِئة وعشرة كتب، منها الكبير ومنها المتوسط والصغير، وهو رقم جيد بمقاييس ذلك الزمان، فلا يظن ظان أن مكتبات الأفراد في ذلك الزمان كانت كأمثالها بعد الثورة الطباعيَّة، تزدحم أرففها بالكتب، وإنما كانت كتباً قليلة بالكاد يستطيع الفرد جمعها، فالنُّسَخ محدودة، والنَّسْخُ مُكلِّف، والورق شحيح، لقد تبين لي أن التراخي في تحقيق ونشر ما له علاقة بالكتب والمكتبات يُخفي صورة مشرقة لبلادنا في عصور العوز والفقر، ومن أفضل مظاهر إظهار الوجه المشرق لها جمع تلك الفهارس ومن ثَمَّ تحقيقها ونشرها، وهو عمل مهم يكشف حرص سلفنا القريب على جمع الكتب والاهتمام، بها رغم صعوبة المعيشة وضيق الأرزاق، ويبيَّن لنا تنوع المعارف التي كانت حاضرة في المجتمع العلمي في تلك المدة، فنجد كتباً من فروع المعرفة تحتويها المكتبة وإن لم تواز في حضورها كتب العلوم الشرعية واللغة العربية والرقائق، ومما يؤسف له أن تلك كتب المكتبة أصبحت أثراً بعد عين فقد فقدت وتفرقت أيدي سبأ.
مشاركة :