2016/11/10 تزخر بلادنا بالآثار المختلفة، لكن جزءاً لا يستهان به منها لا يزال خفيِّاً عن الأنظار، لم يكتشف أولم يُدرس دراسة علمية تكشف ما وراءه، وتستنطق تاريخه؛ ذلك التاريخ الذي سيقدم معرفة بالتسلسل الحضاري والتراكم المعرفي جال المكتشفون الغربيون بلادنا، ورصدوا بعض الأثار وخاصة النقوش، تلاهم جيل من الرواد وتلامذتهم من معقل علم الآثار «قسم الآثار بجامعة الملك سعود» فبذلوا جهدهم للكشف عن تلك الأثار ودراستها. إن كشف الأثار يحتاج إلى مجسات وحفريات ومسوحات عمادها الصبر والآناة، ولا بد أن يتبع هذه الأعمال دراسات تُعنى بالموجودات، وربطها بالتاريخ لنصل إلى تصور مترابط، يقدم أقوالاً مقنعة وبناءة، وتحتاج النقوش إلى قراءة دقيقة مقاربة للصواب، ليتمكن دراستها من الاستفادة منها تاريخياً ولغوياً، ويربطها بالنصوص التاريخية، وهي تقدم إلى علماء اللغويات التاريخية كنزاً يستطيعون به تبين التطور التاريخي للغات، ولا يمكن أن يقبل بغياب خبراء الفنون الجميلة، سواء للنقوش أو المنشآت، فهم يكملون حلقة الدراسات الآثارية. بدون تلك الدراسات المتعمقة تبقى الاكتشافات الأثارية منقوصة فليس المطلوب من علماء الآثار الكشف والدراسة وإظهار النتائج، فهذا فوق طاقة علم الآثار، وإنما هذا دور من يقع الأثر في مجال تخصصه، لأنه الأقدر على دراسة. إن غياب تلك الدراسات سبب رئيس لتأخر علم الآثار، لأن عالم الآثار لا يجد رجع صدى لكشفه الآثاري، فينكفئب على نفسه ويتقاصر جهده.
مشاركة :