الإحسان من مكارم الأخلاق | محمد بشير كردي

  • 12/22/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

المعروف والإحسان خصلتان حميمتان من خصال مكارم الأخلاق، التي حثَّنا عليها نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام-، ليستا قصرًا على ما يشوب العلاقات الزوجية من صعوباتٍ وردت في قوله تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، وإنما تشمل العديد من أوجه العلاقات الإنسانية بين جميع البشر، ومن بينها العون المادي والمعنوى لمن هم في حاجة إليه، بدءًا من الأقارب فالجيران، فسكان الحي فالبلدة، فالدولة فالدول المجاورة، ولابد لمَن أنعم الله عليهم بوفرة المال والقدرة على العطاء، شكر الله على كرمه وفضله، لما أعطاهم من ثرواتٍ وخيرات فوق أرضهم وتحتها، وفي أعماق بحار مياههم وخلجانها، وما هداهم إليه من علمٍ وخبرة، فاستثمروا الخيرات التي عادت إليهم بالرزق الوفير، مما مكّنهم من البذل بكرمٍ وسخاء، لفك أزمة المحتاجين أفرادًا وحكومات، وبالمقابل على متلقِّي العون، العرفان بجميل مَن أحسنوا إليهم وقدّروا حاجتهم، وشكرهم، فالمعطي هو الله جلَّت قدرته، يرزق مَن يشاء بغير حساب، ويُقسِّم الأرزاق، ويبسط الرزق لمن يشاء ويقتر، وليس من الأخلاق وحسن السلوك نكران الجميل بالتهجُّم على المانح من بعض وسائل الإعلام طمعًا في إرغامه على بذل المزيد، وربما ذهب بعض ناكري الجميل إلى الوقوف في صف فريق يُعادي بلد المانح، ويعمل دون مللٍ أو كلل على إثارة الفتن، وتهديد أمن البلاد وسلامة العباد، وهنا يبرز تساؤل من جدوى تطبيق المثل القائل: «اتقِ شر من أحسنت إليه بدوام إحسانك إليه!!» إذ شهدنا في حالاتٍ كثيرة مواصلة العطاء بالرغم من استمرار بعض الحملات الإعلامية وتلفيق أخبار لا أساس لها من الصحة والموضوعية، وإذا سألت لِمَ مواصلة العون؟ كان الرد: إنه لنصرة أشقاء لنا في الدم والحسب والنسب، ولذا نستمر في العطاء لتقليل الصعوبات عن الأخوة التي قست عليهم الحياة، بعد أن كانوا في يسرٍ ورخاء، يوم كُنَّا في فاقةٍ وحرمان، ولم يبخلوا علينا وقتها بما أعطاهم الله من خيره وكرمه، فما نُقدِّمه لهم اليوم ابتغاء مرضاة الله عز وجل.. لا نريد منهم جزاءً ولا شكورًا.

مشاركة :