آداب وأحكام / جنة في الدنيا - إسلاميات

  • 6/20/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«اللهم بارك لأمتي في بكورها» دعاء ثمين دعا به نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ليبارك تعالى لأمته في بكورها ويجعلها وقتاً كله خير، فمن استيقظ مبكراً لأداء صلاة الفجر ثم استمر في مُصلاه حتى تطلع الشمس شعر ببركة هذا اليوم وشعر بالسعادة تحيط به والفرح يملأ قلبه، وفي الحديث الشريف أن الملائكة تستغفر لمن جلس في مُصلاه وتدعو له بالرحمة، يقول: (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مُصلاه الذي صلى فيه ما لم يُحدث، تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه) رواه البخاري.وقد حدثنا جابر بن سمرة فقال: ( كان رسول الله إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسَناً-أي مرتفعة- )رواه مسلم، فقد كان رسول الله إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وكان يجلس في المسجد مع الصحابة ويتذاكر معهم القرآن، ومما ورد في فضل من جلس يذكر الله تعالى بعد أداء الصلاة فيقرأ أذكار الصباح كالتسبيح ويقرأ القرآن الكريم أنه بمنـزلة من أدى مناسك عمرة وحجة مقبولتين، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنـزلة عمرة وحجة متقبلتين) رواه الطبراني، وقد كان الصحابة وكبار العلماء يحافظون على هذه السنة كالإمام الشافعي رحمه الله، فقد كان يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف رحمه الله، فقد كانت أوقاتهم مباركة مليئة بالخير والرزق لرضا الله عنهم.ومن الفوائد الصحية لهذه الساعة وجود نسبة لغاز الأوزون في الجو الذي له تأثير إيجابي على الجهاز العصبي فيزداد فيها نشاط الإنسان للعمل الفكري والعضلي فيشعر الإنسان بالنشوة والقوة والنشاط والراحة النفسية، ومن أجمل ما قيل في هذا الوقت المبارك قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة»، يعني بذلك ما يحصل للعابد من لذة المناجاة التي لا نسبة بينها وبين لذات الدنيا بأسرها.* دكتوراه في الفقه المقارنaaalsenan@aalsenan@hotmail.com

مشاركة :