تتمتّع سويسرا بمستوى راقٍ من المعيشة، وغالباً ما تتصدّر التصنيفات العالمية في الأمور المعيشية، كالتعليم والصحّة والسكن والوظائف والخدمات، و..، و..، و..!. ولا جرم إذن أن تُعتبر سويسرا جنةً على الأرض، تُساعدها طبيعتها الخلّابة، ومناخها الرائع، الأمر الذي جعلها حلم معيشة لكثيرٍ من الناس في مختلف دول العالم!. وبعض الدراسات الدولية تَعْزو هذا المستوى إلى نظام سويسرا القائم على كانتونات ديموقراطية مُتّحدة، تعمل فيها بنوك تُحقّق لها موارد عالية، فتستثمرها هي في قطاعات التنمية بالطرق الـمُثْلى!. غير أنني أرى، وهذه رؤية شخصية، أنّ ثقافة التصويت هناك على كلّ ما يهمّ المواطن في معيشته هي أيضاً ممّا حلّق بسويسرا لهذا المستوى الراقي، لأنّ أيّ قرار يصدر فيها حول المعيشة يكون مدروساً بمثالية، ويُعبّر عن وجهة نظر الأكثرية، وطالما كان كذلك فالأكثرية ستجذب معها الأقلية بما يكفل إنجاح القرار، وإجراء التعديلات الإيجابية عليه بين الحين والآخر لإكسابه مزيداً من النجاح!. إنّ السويسريين هناك يُصوّتون على أشياء مثل: أوقات فتح المحلّات التجارية وإغلاقها، حتى التي في محطّات البنزين!. نسب الضرائب!. أنظمة التأمين الطبي!. شغل الأجانب!. مناهج التعليم!. قوانين المرور!. الغرامات والعقوبات!. وكلّ شيء يخصّ المعيشة تقريباً، صغيراً كان أم كبيرا!. وهكذا يحترمون القرارات بعد صدورها، بل يقدّسونها، وينفّذونها بحذافيرها بإبداع وإخلاص، طائعين لا مُكرهين!. والشاهد هو أننا نحتاج لثقافة تصويت مماثلة، فهي ثقافة إيجابية تُوفّر لجهاتنا قاعدة معلومات كبيرة ومهمّة ومفيدة قبل اتخاذ القرارات، وهي أفضل من معرفة المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي، كالفيس بوك وتويتر، التي فيها المعلومات الهادفة والنبيلة كما الـمُغْرِضة والـمُسبّبة للفُرقة والاختلاف والفتنة!. ألم يحن الوقت لدينا لإنشاء هيئة عُليا للتصويت أو حتى وزارة؟ تجمع وتستشرف رؤى الناس، واحتياجاتهم، ونقاط اتفاقهم واختلافهم، وتُبَوْتِقها جاهزة لأصحاب القرار لتقرير ما يُفيد الجميع!. تويتر: T_algashgari @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :