سلمتِ يا مصر من كل سوء.. هذا ما يردده كل عاشق حقيقي للكنانة مهما كان اتجاهه السياسي. الأحزاب تزول والكتل والجماعات بل والحكومات.. كل ذلك إلى زوال وتبقى مصر للأجيال.. لا أحد يبقى فكله للبدد وليس إلا الثرى للأبد. يقيناً لو أدرك كل سياسي أو حقوقي أو ثائر حقيقي أو دعي هذه الحقيقة لما انسكبت الشواظ على كبد الوطن.. وما أجمله من وطن مهما كان حجم المحن. هذه مقدمة لازمة ونحن نتابع ما جرى يوم الأحد في بلد شاءت إرادة الواحد الصمد أن يعانق فيها الجمعة الأحد. وفي ضوء ذلك أيضا يصبح من الضروري بمكان أن تتوقف الثرثرة الفارغة لحين التعرف على الفاعلين الحقيقيين أيا كانت هويتهم أو توجهاتهم أو مكرهم أو خداعهم.. وما أكثر الماكرين الخادعين المترصدين المتربصين بمصر وبالأمة العربية كلها!. زرت الجزائر كثيراً أيام أو سنوات فتنتها الكبرى، وزرت الصومال أثناء مصيبتها الأكبر، ومع ذلك ورغم روائح المكر والغدر أقول أبداً لن تصبح مصر كالجزائر أثناء فتنتها ولن تكون كالصومال أمس أو اليوم أو غداً!. كلها خدوش على وجه مصر النقي الندي سوف تزول.. كله إلى زوال.. الإرهاب إلى زوال والمكر إلى زوال والشماتة إلى زوال والمهم أن تكون هناك إجابة دقيقة على كل سؤال!. المهم أن يتوقف الخبراء الاستراتيجيون الذين لا علاقة لهم بالأمن ولا بالاستراتيجية ،والمهم أن يتعقل الاعلاميون الذين تحولوا الآن إلى مفكرين كبار يشكلون وعي ووجدان الأمة. لا وقت الآن للاجتهادات التحليلية ولا حتى للانفرادات الصحفية.. تبا لكل اجتهاد أو تحليل يبتغي المزيد من الفتنة.. سحقا لأي انفراد يستهدف التوزيع أو الترويج على حساب وطن!. لتتوقف المصادر "الخاصة" و"الموثوقة" فالشيء الوحيد الموثق والموثوق هو أن مصر تتعرض للخطر!. ليرحمنا هذا المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه وذاك الذي طلب عدم ذكر اسمه فالاسم الوحيد الباقي هو مصر وقبله وبعده إلى زوال.. أخشى أن أتطرق هنا إلى ضرورة ضبط النفس فيرد أحدهم بأنه لا يجوز، وتحري الحكمة فيرد آخر بأنها حيلة الضعفاء، ووحدة الأمة فيرد ثالث بأنها كلام فارغ!. أخشى أن أتطرق لضرورة الانتباه لنسيج الشعب الواحد فيرد البعض متمسكاً بأنهما شعبان لا شعب واحد، ونيلان لا نيل واحد.. ومصريان لا مصري واحد!. ولأنها مصر ولأنه الوطن ،لن أخشى إلا الله وأنا أطالب بأن يراجع كل فرد نفسه وكل حزب نفسه وكل جماعة نفسها.. كلنا نحتاج مراجعة ووقفة مع النفس.. هل نعمل جميعاً بالفعل من أجل الوطن؟!. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :