هناك تناقض واضح، يراه حتى ضعيف النظر قبل من يتمتّع بنظرٍ قويٍ درجته ٦/٦، وذلك بين ما تقوله كُلٌّ من وزارة العمل (بالنسبة للقطاع الخاص) ووزارة الخدمة المدنية (بالنسبة للقطاع العام)، من أنها ساهمت في توظيف عشرات الآلاف من العاطلين، وبين ما كشفته مصلحة الإحصاءات مؤخراً عن زيادة نسبة البطالة بين السعوديين من ١١،٥٪ إلى ١١،٦٪، خلال عام واحد!. هو صحيح أنّ الزيادة طفيفة، لكن هذا سيئ جداً، فالمطلوب هو إنقاص البطالة لنسبة ضئيلة، يعني ١٪ مثلاً، لا إبقائها كما هي، أو الافتخار بزيادتها الطفيفة!. عموماً هو واحد من تعليليْن لهذا الوضع: إمّا أنّ كمبيوتر مصلحة الإحصاءات عطلان، وأنّ إحصاءها خطأ، وعليها أن تراجع آليته أو تُعيده إذا اقتضى الأمر، على الأقل من باب إعطاء الوزارتين حقّهما من الإشادة فيما تقولانه عن مساهمتهما في مكافحة البطالة!. وإمّا أنّ البطالة صارت مُحصّنة في برج مُشيّد ضدّ المكافحة، وأنها تزيد ولا تنقص، مثلها مثل الحفرة الترابية كلّما هويت عليها بالمعول كبُر حجمها واتسع!. كمُحصّلة: من غير المعقول، أن تتمخّض عشرات البرامج التوظيفية في الوزارتين بميزانياتها الكبيرة وسنوات تفعيلها الطويلة عن زيادة لا نُقصان كبير في البطالة!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، طالبت بحلّ مشكلة البطالة بأسرع الوسائل وأكثرها فعالية، واستشهدت بقول الشاعر الشعبي على لسان أحد العاطلين: سألني الطبيب وِشْ عندك حالة.. قلت له أكبر عدو هي هالبطالة.. @T_algashgari algashgari@gmail.com