خطأ بـ١٠ وخطأ بـ١٠٠!! | طلال القشقري

  • 6/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت شركة المياه الوطنية بربط بعض منازل جدّة بشبكة الصرف الصحي، وهذا شيء جيّد، لكن يبدو أنّ عملية الربط تخلّلها كشف مؤقت لمواسير ومناهل الشبكة، ثمّ تسلّل أعداد كبيرة من الجرذان منها إلى الشوارع، واختباؤها في المكامن الموجودة فيها بجوار حاويات النفايات، الأمر الذي وطّن كثيرًا من الأحياء بالجرذان بعد أن كانت خاليةً منها!. هذا خطأ فادح من شركة المياه، وهو بعشرة أخطاء، فالصرف الصحي النموذجي ليس فقط تصريفًا للمجاري عبر الشبكة، بل مكافحة ما قد يتواجد فيها من القوارض والحشرات!. وهكذا صامت جدّة طويلًا دون صرف صحي، وعندما بدأت تفكّ ريقها «الناشف» في بعض أحيائها على مشروعات الصرف الصحي، حلّ عليها ضيوف ثقيلون جدًا، هم الجرذان الفسقة!. وإن كانت الشركة قد أخطأت فهناك الأمانة تشاركها الخطأ، بالتفرّج على ما يجري دون أن تُحرّك ساكنًا، وهو خطأ بمئة خطأ، لأنها أمّ جهات الخدمات، ويُفترض أن يكون لها دور في الحيلولة دون اقتراف الجهات لأخطائها، بتنسيقها الإداري وفرض المعايير الفنية التي تحول دون تأثير المشروعات السلبي على جدّة، لكن الواقع يقول أنّ شركات الخدمات كلّها، وليست شركة المياه وحدها، تفعل ما تشاء في شوارع جدّة، وتقترف ما تقترف من أخطاء دون حسيب أو رقيب، ودون إحم أو دستور!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت أنّ أداء جهات الخدمات يشوبه القصور في الكثير من الأوجه الفنية والإدارية، وأنّ الأمانة كجهة خارجية تنسيقية، أثبتت افتقارها للخبرة الفنية المطلوبة، وللحزم الإداري الكافي، وشوارع جدّة، خصوصًا الفرعية، أصبحت مثل «الشُوربة»، فيها من بحر كلّ مشكلة قطرة، وقد تراكمت القطرات وأصبحت بدورها بحرًا لُجيًا من المشكلات التي تنغّص حياة السُكّان تنغيصًا كبيرًا، والمطلوب إنقاذ جدّة من الغرق، وإهداؤها طوق نجاة!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :