كنت أظنّ أن وزارة الصحّة قد عملت في السنوات القليلة الأخيرة على تقريب المواعيد الطبية لمرضاها، لتكون في نفس يوم طلبها، لم لا؟ هذا هو المفترض، أو في أضعف الإيمان بعد أيامٍ قلائلٍ من طلبها، فالوقت من أهمّ عناصر التطبيب، ورُبّ تأخيرٍ للعلاج يأتي بالعيد، لكن بالطبع ليس العيد السعيد، بل العيد التعيس!. كنت أظنّ ذلك حتى قرأت خبر صحيفة الوئام (11 رجب 1435هـ) عن المواطن الفقير من أهل مدينة الطائف، الذي حدّدت له مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدّة موعداً لعمل الأشعة المغناطيسية بتاريخ 4/6/1437هـ!! أي بعد حوالي سنتين من الآن!. وكانت المدينة من الدقّة -ما شاء الله عليها وعيني عليها باردة- بحيث حدّدت له الموعد بالتاريخ الميلادي أيضاً، وهو 13/3/2016 م، وحدّدته أيضاً بالساعة والدقيقة والثانية، هكذا: 4،00 مساءً، الأمر الذي سيُثير حتماً حفيظة الإنجليز لتفوّقها عليهم في تبجيل دقّة المواعيد، مع أنه من الأوْلى أن يُبجّل علاج المريض نفسه بأسرع وقت!. ووالله لو اعتذرت المدينة للمواطن عن عمل الأشعة لكان أفضل، فالمريض عندما يُعطى له موعداً يبعد عنه بمسافة زمنية فلكية، يشعر بالغُبْن، وعدم الاهتمام به، والتقليل والاستهتار من شأن صحته التي هي أغلى شيء عنده، والذي يده في نار المرض غير الذي يده في ماء العافية!. ولا مناص لي من تكرار القول أنّ الدولة –أيدها الله- تعتمد أموالاً ضخمة لتوفير الأجهزة الطبية، ومنها أجهزة الأشعة، التي هي أولى خطوات العلاج، فلماذا هذه المواعيد الطويلة؟ إن كان عدد الأجهزة ناقص فهذه مصيبة، وإن كان عددها كاف لكنها تتعطّل دائماً فهذه كارثة، وإن كان عددها كاف لكن تشوب مواعيد استخدامها مجاملات أو تمييز بين المرضى فهذه مصيبة وكارثة في آنٍ واحد، وإن كانت أولى خطوات العلاج تستغرق سنتين فكم يستغرق العلاج نفسه؟ الطف بنا يا رب، وارأفي بحال الفقراء يا وزارة الصحة!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وطس آب تقول فيها أنّ تبكير المواعيد الطبية للأغنياء مهم جداً، فما بالك للفقراء الذين لا يملكون مالاً للعلاج في المستشفيات الخاصة ذات التكلفة الفاحشة؟ فماذا يفعلون؟ يمتنعون عن العلاج؟ أو يموتون.. يعني؟!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :