حطّني تلْقاني | م. طلال القشقري

  • 9/3/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يُضرب المثل السعودي "حُطّني تِلْقاني" على الإنسان البطيء الحركة، الذي إذا حَطّيْته (أي وضعته) في مكانٍ ما، وتركته فيه لفترة طويلة، ثمّ عُدْت إليه بعدها لقيْته (أي وجدته) في نفس المكان لم يتزحزح عنه!.. هل تعرفون؟ أنا اكتشفت الآن أنّ هذا المثل وكما يُضرب على الإنسان يُضرب أيضاً على بعض المناطق السعودية السياحية!. منطقة الهدا الشهيرة في مدينة الطائف هي أنصع مثال لذلك، فمنذ عقود طويلة قد حُطّت على حال، ويتركها السُيّاح ويعودون إليها وهي على نفس الحال، بطيئة التطوير!. بالنسبة لي: قد حطّيْتها منذ طفولتي على حال، وعُدت إليها الأسبوع الماضي وهي تقريباً على نفس الحال، وما أدراكم ما الحال؟ فمعظم جبالها ما زالت مُشبّكة أو فيها أملاك خاصة، مثلها مثل الأراضي البيضاء، لا تنفع إلّا فئةً قليلةً من الناس، وما زالت فنادقها ذات الأسماء العالمية والمُرصّعة بالنجوم قليلة، كما لا أدري أصلاً من منحها النجوم؟ فهي تتدهور بحيث لا تستحق حتى نصف عدد نجومها، وما زالت الخدمات العامة في الهدا متواضعة، فلا جلْسات لأصحاب الدخل المحدود سوى على الأرصفة المكشوفة والمهترئة، ولا توجد دورات مياه كافية ونظيفة، ولا توجد مساجد كافية ومناسبة لصلاة الجمعة، وقد صليت الجمعة في واحدٍ منها يُحيط به روث الأغنام وقد يدوسه الناس قبل دخول المسجد!. الشيء الوحيد الذي تطوّر سريعاً وكثيراً في الهدا هو زيادة البناء الخرساني على حساب الخُضرة والبساتين، ومعه لم يعد الوردُ والعنبُ والريحانُ يبتسمون كما قيل في أشعار الطائف القديمة!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب، تقول فيها أنّ مناطقنا السياحية العريقة تحتاج لإعادة تخطيط تضعها في مكان مرموق محلياً ودولياً، فقد سبقتها للتطور مناطق في خارج المملكة أقلّ منها جمالاً وطبيعةً وإمكانيات !. صورة مع التحية لهيئة السياحة!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :