زاهية أم واهية؟ | م. طلال القشقري

  • 10/17/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بحكم انتمائي لمهنة الهندسة، أجدني دائماً أتساءل: هل مهنة الهندسة لدينا زاهية، كما هو الحال في دول العالم المتطور، أم تُراها واهية؟. أحياناً أحاول وضع معايير تمكنّني، أو غيري، من الإجابة على السؤال، ثمّ أنشغل بأمور الحياة، الأخرى، وأرجع القهقرى في درْب المحاولات!. غير أنّ مقالاً نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وكتبه بالاشتراك فيما بينهما الكاتبة لينا نيلسون والكاتب شانكار ساستري، قد أجاب على سؤالي بما يفي بالغرض المنشود!. لاحظوا أولاً أنه حتى المقالات صارت هناك تُكتب بالاشتراك، وهذا شيء حضاري يدلّ على التواضع الشخصي والتعاون الثقافي المفترض توفّرهما في الكُتّاب لا الكِبر والغطرسة والأنانية!. عموماً، لقد وضع الكاتبان عدّة معايير تدلّ على زهو مهنة الهندسة بأيّ مجتمع فيما لو تحقّقت، منها علوّها من ناحية الأجر المادي، ووفرة وظائفها، وظهور أجيال إبداعية واختراعية من المهندسين التنمويين، من الرجال والنساء، ممّن يهتمّون بالفجوة بين الأثرياء والفقراء، والتغييرات البيئية، ونفاد الموارد، واختراع تقنيات حديثة تُحسّن الرعاية الصحية، والتعليم، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية!. طيب.. إذا أسقطنا هذه المعايير علينا، وبدون الحاجة للدخول في تفاصيلها، نجدها لدينا إمّا ناقصة أو متواضعة، الأمر الذي يجعل المهنة لدينا أقرب للواهية منها للزاهية، أو إذا أردتم المجاملة، فإنه يجعلها تقع في البرزخ بينهما، لا إلى هذه، ولا إلى تلك، ولا تبغي إحداهما على الأخرى، والفرق بينهما حرف يتيم، زاي أو واو، لكنه يعني الشيء الكثير لبلدنا الذي يستحقّ الكثير من القطاع الهندسي الوطني، لكنه للأسف لم يُهْدَ ما يستحقّه!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب، تقول فيها أنّ تشتّت مرجعية مهنة الهندسة، وقلّة حيلة الهيئة المشرفة عليها، وغياب التخطيط السليم لتطويرها، هي أسباب حصول الهندسة الواهية، ولن تصبح زاهية إلّا بزوال الأسباب!. هذا هو المنطق الهندسي منذ هَنْدَسَ الله السموات والأرضين!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :